16 سبتمبر 2025
تسجيلالمتأمل لما يجري في مصر يرى الحالة التي وصلت إليها البلاد، والتي تدل على غياب العقل لدى الساسة الذين تربعوا على رأس السلطة في مصر من حكومة ومعارضة، وأنهم يقودون البلاد إلى كارثة ليست في صالح مصر ولا في صالح الأمة العربية والإسلامية. مصر التي يعتبرها العرب الحصن والمعقل للصمود العربي أمام الأخطار لموقعها السياسي والجغرافي ودورها الحضاري، لكن ما يشاهده الإنسان العربي هو معارضة تقود البلاد نحو الحرب الأهلية، معارضة تدمر الاقتصاد، تعطل الشوارع وتقلق الأمن وتبث ثقافة الكراهية والحقد وتشعل النيران في معارضيها وتلجأ لأساليب تدل على فشلها وأنها لا تملك أجندة لأن المعارضة هي بقايا نظام يوليو الذي دمر مصر وقادها للدمار الاقتصادي. هل تنكر أن الأمن اليوم أصبح مفقودا وأن المواطن لا يجد الاستقرار ولا تتوافر الضروريات وأن الإنسان يخاف من العصابات التي تهدد الناس في بلد توجد به أقوى أجهزة الأمن التي كانت تطارد المعارضين وترصد أنفاسهم واليوم لا تستطيع حماية المواطن. هذه المعارضة التي فشلت في الانتخابات ضربت بالديمقراطية عرض الحائط لتستعمل البلطجة للوصول لأهدافها وجعلت الشعب يتمنى عودة حسني مبارك. نعم اسمعوا المواطن المصري يتمنى عودة مبارك لأنه كان يجد الأمان وسيادة الدولة ويجد المتطلبات رغم الغلاء والظروف الصعبة والفساد. وهذه المعارضة باستثناء حزب الوفد الذي مازلنا نثق بوطنيته وأنه تعرض للظلم وله دور تاريخي وليس هذه المعارضة، فهو أكبر من ذلك بكثير لأن من رموز هذه المعارضة من ظلم النحاس وفؤاد سراج الدين واقرأوا التاريخ جيداً. أما الحكومة وما أدراك ما الحكومة، هؤلاء أخذوا الفرخة كلها وفرحوا بالرئاسة، وتولى القيادة أناس قليلو الخبرة وظنوا أن الحكم تنظير فإذا بهم يواجهون الحقيقة. إن الحكم صعب ورقص مع الثعابين، فوجئوا بأنهم يريدون أن يديروا مصر بشرطة مبارك والسادات وعبدالناصر وبجيشهم وقضائهم وجهازهم الإداري. هؤلاء الذين لم يسبق لهم ممارسة السياسة، كان يجب أن يعرفوا أن المرحلة الانتقالية تقتضي التوافق تماماً مثلما حصل في تونس وليبيا والمغرب، لكنهم وقعوا في فخ رُسِم لهم بذكاء ولم يستطيعوا أن يعملوا أي برنامج لأنهم مشغولون بالشارع الذي أصبح يحاصر مقارهم ويهاجمهم بطريقة غير حضارية ويشتمهم وأصبحوا كلما أصدروا قرارا يلغيه القضاء وكأن هناك من يشير عليهم بقرارات ومواقف ليصلوا إلى هذا الحل. لقد فشل رئيس الوزراء السيد هشام قنديل وفشل الرئيس في كل شيء لأنهما مثاليان ولا خبرة لهما بإدارة الدولة. فلقد أثبتا فشلهما في إعادة الاستقرار وعودة الأوضاع وحماية المواطن وفشلا في الدستور وعودة الحياة البرلمانية لأن بقايا نظام مبارك لهما بالمرصاد ولأنهما لم يقرآ الأوضاع جيداً وأصابهما العناد وخسرا السلفيين بسياستهما غير المنطقية، وخسرا الكثير وأصبحا مثل قطة سقطت من أعلى سطح فنسيت نفسها هل تقول "ميو أم هو هو"!! والبلاد تسير نحو حرب أهلية حقيقية، وهناك قوى متربصة في الخارج والداخل وفرصة لإسرائيل لتلعب دورها في إنهاء وتقزيم جيرانها. والرئيس مرسي ورئيس وزرائه وضعا أصابعهما في آذانهما وأغمضا أبصارهما وتشبثا بالسلطة على حساب مصر وبلغ فشلهما أن يهربا لتسيير خط مع إيران والعراق والتلويح بالورقة الإيرانية، ففشلا مع دول المنطقة وأشقائهما وظلما شعبي سوريا والعراق. كان عليهما أن يتقيا الله في دماء الشعب السوري والعراقي ودماء الشعب اليمني من الخطر الإيراني، فوقفا ضد مصالح الشعوب العربية وخسرا الشارع العربي الذي يشاهد القمع الإيراني في سوريا والعراق وبث الفتنة باليمن. دعونا نتكلم بصراحة ماذا حقق حزب الحرية والعدالة وجبهة الإنقاذ للشعب المصري سوى الخراب والدمار والفرقة والخوف وإضعاف دور مصر وازدياد العبء الاقتصادي، أتمنى من الرئيس مرسي وحكومته ومن المعارضة الحالية أن ينسحبوا من الحكم ويعترفوا بفشلهم ويمارسوا السياسة من أول السلم. وأعجب وغيري كذلك من سكوت وتفرج الدول العربية لما يجري وعدم التحرك للمصالحة حفاظاً على مصر ودورها القيادي، وإن ضعف مصر ضعف للعرب جميعاً ومصر عزيزة على الجميع وليست ملك فئة من الناس، يتمنى كل عاقل قيام انتخابات تشريعية عاجلة بإشراف عربي وإسلامي ودولي لانتخابات تقر الدستور وتبدأ المشاورات لإقامة حكومة من داخل البرلمان، وأن تتعهد القوات المسلحة والأمن بحفظ البلاد ورفض ومنع البلطجة والإخلال بالأمن الذي يؤدي لانهيار الدولة. لقد نسبت المعارضة في جبهة الإنقاذ شعب مصر ودور مصر أن قادتها لا يهمهم سوى أنفسهم ووصولهم للسلطة مهما كلف الثمن ولو كان ذلك دمارا للبلاد، وحكومة حزب الحرية والعدالة التي تريد الاستمرار والانتقام من خصومها ولو ذهبت البلاد، الكل بصراحة من جبهة الإنقاذ وحزب الحرية والعدالة لا يوجد لديهم برنامج لخدمة مصر ومستقبلها ومستقبل أجيالها وتعويضها عما أصابها من ويلات الحكم العسكري منذ 23 يوليو. لذا، نناشدهم الله أن يتقوا الله في شعبهم وفي العرب وينسحبوا ويقدموا استقالاتهم ويتركوا الفرصة لغيرهم أو يقبلوا بحكومة ائتلاف وطني لمرحلة انتقالية قصيرة، فالبلاد لم تعد تحتمل ما يجري. وللعرب همسة في آذانهم لا تتركوا مصر، فضياع مصر، ضياع لهم ولا تتركوا الثعالب يتسللون لمصر في ظلمة الليل. نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد ومرة أخرى أقول للقيادة المصرية اتقوا الله في شعبكم، واتقوا الله في دماء اخوانكم بالشام والعراق فلا تمدوا أيديكم لمن يسفكون دماءكم، ونقول للمعارضة اتقوا الله في أمتكم وبلادكم وأقبلوا بالحوار مع اخوانكم، وهدم الدولة نهاية مصر وتصرفوا بأسلوب حضاري.