10 سبتمبر 2025

تسجيل

الطرب الجديد

04 مارس 2020

في لحظة استرخاء وتأمل حوّل الاحفاد - ليحفظهم البارئ - صمتي وسكوتي الى مرتع للصخب، لا ادري كيف انطلقت الصرخات ولماذا؟ حتى اكتشفت مصدر كل هذا الصخب. فقال لي احدهم ببراءة الطفولة "يبا.. شاكوش!!"، للوهلة الاولى لم استوعب الدرس، خاصة وان الجهاز السحري التلفزيون كان بعيداً عن القنوات، ادركت جهلي، وان هناك شريكا آخر يقدم كل هذا. قبل شهور كان المصدر محمد رمضان، والاطفال ببراءتهم يقلدون حركاته، والآن نموذج آخر قد ظهر واحتل معه سوق الفرجة، من هو شاكوش؟ ومن هو المطرقة؟ وهل يطل علينا غداً كل ادوات النجارة حتى يصل المتلقي إلى المنشار؟ عفواً فإن المنشار من اختصاص جهات أخرى! هوجة جديدة ولا شك بقيادة مجموعة من المؤدين، وهذه ظاهرة صحية، نعم ظاهرة صحية، تظهر كما قال وذهب اليه "ابن خلدون" في ظل واقع المجتمع المغيب والمغلف بما لا يتماشى مع واقع الأمة، من حروب، وفقر، وخراب وعدم الأمان، وهذه ظاهرة تتكرر دوماً، وتغلف واقع الأمم والشعوب، والادهى والأمر ان نقيب الموسيقيين اصدر قراراً بمنع هذه النماذج. السؤال اين انت من كل هذا؟ ثم ان ظاهرة هذه الاغاني ممتدة عبر الزمن، كان هناك هوجة "لولاكي" أين علي حميدة الآن؟ وكان ظاهرة البرتقالة؟ أين تلك الظاهرة؟ تعال نعد عقارب الساعة إلى الوراء، في تلك الايام غنى اشهر الاصوات اغاني ذات معان خارجة عن المألوف، ام كلثوم غنت ذات يوم "الخلاعة والمجون مذهبي" وعبدالوهاب "الدنيا كاس وسيجارة" وفتحية احمد وسلطانة الطرب منيرة المهدية. دعنا من مصر حاملة لواء الفن والابداع الغنائي. هل استمعت الى اغاني طاهر الاحسائي ايام الاسطوانات. حتى طلال مداح لديه عدد من تلك الاغاني، إذن كل ارجاء الوطن العربي عرفت تلك النماذج، متى؟ عند انحسار الفن الجيد، وعند انتشار الامراض والاوبئة، لا اعني ما تصيب الاجساد بل النفوس والعقول، ان اغنية "ولد صغير اسمه زيزو.. يحط صبعه في اذن صاحبه" مواز لاغنية "بنت مكة" (انا بنت مكة.. اصيلة). ان حسن شاكوش وعمر كمال ودانا وعشرات الاسماء يعيدون الى الآذان ارث الاباء والاجداد وتلك الاغاني التي ما زالت وستظل ملاصقة للآذان العربية مثل أغنية "هات الازازة"، او "يا شبش الهنا.. ياريتني كنت انا"، او "ارخي الستارة اللي في ريحنا"، أو اغان مرت سراعاً ومع الأسف لم تنطفئ جزوتها ابداً، لأن هناك جيلا آخر يعشق مثل هذه الأغاني. والمؤسف انهم احفادي واحفادك وسلامتكم. [email protected]