17 سبتمبر 2025

تسجيل

رسالة إلى الإخوان..تعالوا إلى كلمة سواء (2)

04 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد رأينا في الفلسفة المطروحة على النافذة التفاعلية التي أطلقتها اللجنة الإدارية العليا أفكارا وتوجهات طالما نادى بها الكثيرون، مثل: الفصل بين الإدارة التنفيذية (المكاتب) والهيئات الرقابية التشريعية (مجالس الشورى)، تعميق المؤسسية في إدارة العمل بتوسيع صلاحيات الهيئات المختلفة للجماعة ووضوح مهامها ومسؤولياتها وصلاحياتها، توسيع صلاحيات مجالس الشورى وتمكينها من القيام بدورها التشريعي والرقابي، إسناد إجراء الانتخابات إلى "مفوضية انتخابات" تتمتع بالخبرة والنزاهة والاستقلالية، وليس لأفرادها مصلحة شخصية في نتائجها، بحيث تمنعهم اللائحة من الترشح والانتخاب، تمثيل الشباب تمثيلا إيجابيا بخفض سن العضوية بهيئات الجماعة المختلفة لتمكينهم من المشاركة في قيادة وتوجيه مؤسسات الجماعة، تمنح اللائحة المرأة تمثيلا إيجابيا بتحديد عدد الأعضاء من النساء في كل هيئة إدارية ورقابية، تمكين أفراد الجماعة من المشاركة في اختيار ممثليهم في الهيئات المختلفة بإلغاء مبدأ التعيين في جميع المستويات واعتماد التصعيد المباشر للتالي في الأصوات عند خلو المكان، توسيع مجال اللامركزية في القيادة والعمل بحيث تزداد قدرة الأطراف على العمل والرقابة والتشريع والابتكار، تعزيز مبدأ المساءلة والمحاسبة للمسئولين والهيئات الإدارية من خلال مجالس الشورى الرقابية التشريعية المنتخبة، تأسيس مبدأ الشفافية بعرض التقارير والموازنات واعتماد الميزانيات والرقابة المالية وأخذ موافقات مجالس الشورى وتوسيع حق المجالس الرقابية في وضع آليات جمع المعلومات اللازمة للرقابة، إقرار مبادئ لعدالة التقاضي وإجراءات التعامل مع الشكاوى والتحقيقات وحماية حقوق الأفراد والهيئات على السواء من الانتهاك والتعدي والإهمال، إلى غير ذلك من الأسس التي تعتمدها الهيئات والمؤسسات الحديثة في الهيكلة والإدارة".وأنا أرى أنه من الصعب على من يعيش في هذا العصر، ومر بالتجارب التي مررنا ومازلنا نمر بها، رفض هذه المبادئ، مما يسمح، إذا صلحت النوايا وتجرد الجميع من أي أهواء، أن يشكل هذا أساسا قويا لرأب الصدع في الجماعة بعد انتخابات شاملة وصحيحة، لتضمنا جميعا مؤسسة قوية قادرة على التعامل مع تحديات المرحلة وإحداث الأثر المطلوب.وبالنسبة لعرض هذا النقاش على الملأ، حتى على من لا ينتمون للجماعة، للمشاركة وإبداء الرأي، فأنا أرى أنه أمر إيجابي يعطي رسالة قوية بطبيعة التغيير الذي تمر به الجماعة، ويسمح برأب الصدع المتسع بينها وبين المجتمع، وأنا أقول دائما إن جماعة الإخوان هي رصيد استراتيجي لهذه الأمة، وبالتالي فالجميع له فيها كما لأعضائها، والجماعة ليس لديها ما تخفيه، فهي مؤسسة مدنية تعمل على خدمة الأمة، وتحرص على انتهاج الأساليب السلمية المدنية في التغيير، تدريجيا كان أم ثوريا، ولم تتورط في إرهاب أو مخالفة للقانون، ولا تنوي أن تقوم بذلك، فلماذا لا تمتلك مؤسسة شفافة علنية، مع الاحتفاظ بالطبع بشؤونها الداخلية كأي مؤسسة في أي مكان؟أما بالنسبة للخلافات حول الرؤية، أو التعامل مع طبيعة المرحلة، والتعامل مع التحديات التي تواجه الوطن، واتخاذ القرارات المهمة والمصيرية، وإجراء المراجعات الرئيسة حول أمور مثل الفصل بين الدعوي و الحزبي، أو أساليب تحقيق التوازن التربوي، أو مفاهيم الاصطفاف والتصالح المجتمعي والعلاقة مع الآخرين، فإن ذلك كله مما لا يمكن أن يتم إلا في إطار مؤسسة قوية متماسكة فاعلة حديثة، تتلاقى فيها الأفكار وتتفاعل بحرية، مما يعين على الدراسة المتأنية واتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب في ضوء دراسات ومناقشات متعمقة، وأزعم أن الخطوة الأولى لتحقيق أي تقدم على أي مستوى يكمن في تكوين المؤسسة المنشودة وفقا لأسس لائحية رصينة، لتضطلع بشكل سليم بما يناط بها من مسئوليات.وبعد، فأنا أرى في النقاش حول تطوير اللائحة فرصة طيبة لتجاوز الخلافات واستعادة تماسك الجماعة على أسس سليمة، وأدعو أساتذتي من قيادات الجماعة في كل مكان إلى التفاعل الإيجابي مع هذا الطرح، والوصول إلى أسس تعيد لأبنائها الثقة فيها كمحضن رئيس للفكر والعمل بدلا من أن تتخاطفهم الأنواء وأجواء التفريط أو الإفراط، أسس تعيد للمجتمع الثقة في الجماعة للمشاركة الإيجابية في مواجهة تحدياته، أسس تظهر من خلالها للعالم الصورة الإيجابية للجماعة التي تعمل على نشر الخير والعدل ومواجهة الظلم وبناء الحضارة ونشر قيم الإسلام السمح في كل مكان، والتعاون مع الجميع على إحقاق الحقوق ونشر المحبة والسلام في أرجاء العالم. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.