12 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا ظهرت عليكم أعراض الوطنية الآن؟

04 مارس 2013

التقيت الأستاذ مصطفى بكري منذ سنوات في الدوحة، وقد أجريت معه لقاءً إذاعياً طويلاً، منه دخلت إلى عالمه لأعرف أنه رجل صعيدي جدع، محب لمصر، شجاع، لا يساوم على مبدأ، ومن أجل كل ما تقدم أصابتني دهشة بالغة وأنا أسمعه يقول على الهواء مدافعاً (إن الإعلام الخاص يعمل بمصداقية، وحيادية، وشفافية) وهنا تدفعني دهشتي لسؤال أستاذنا مصطفى إن كان الإعلام الخاص بريئاً من أي تهمة، نظيفاً في توجهه، وطنياً في تعاطيه مع الأحداث، فمن الذي يحرض ليل نهار على العنف بضيوف كل همهم شق الصف؟ من الذي يوقظ فتنة الأقباط والمسلمين، وطول عمرنا نعيش في وئام مع إخوتنا المسيحيين دون أدنى تحسس؟ من الذي استضاف (البلاك بلوك) وقدمهم على أنهم ثوار؟ من الذي شجع على محاصرة الاتحادية وتغيير رئيس مصر بالقوة؟ من الذي بارك اعتداء البلطجية على القصر بالمولوتوف والحرق دون أي إدانة بل وتصوير الخارجين على القانون بأنهم كما يقولون ببجاحة (ثوار وحنكمل المشوار)، ثم من الذي يركض خلف الأحداث الصغيرة الهايفة ليكبرها ويعملقها ويظهر مصر بأسوأ حال؟ من الذي يفسح مساحات البث للطعن في الشرعية ونعت رئيس مصر بما لا يقوله إلا الرعاع والغوغاء؟، من الذي وصف رمز مصر على الهواء بأنه فاشل ليهين كرامة دولة بكاملها؟ من الذي يتبنى وجهة نظر الذين يحرضون على العصيان المدني لتقع المؤسسات، وتعم الفوضى، ويقدم بذلك هدايا مجانية لعدونا التاريخي دون أن يضربنا بطائرة وصاروخ؟ من الذي يعمل بوقاً لجبهات لها أجنداتها ولا تريد إلا إسقاط الدولة بهمة ما بعدها همة؟ وهل ديمقراطية الحوار تتحقق وقد حوصر الرأي الآخر وتم تكميمه والتعتيم عليه؟ كيف يقبل مذيع استضافه (موتور) ليقول أغلقنا ميناء شرق التفريعة في بورسعيد والسفن تحول مسارها إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، أين الوطنية؟ أين الانتماء؟ وأي خدمة يقدمها المذيع الفاضل لوطنه وهو يدعو ضمناً مع ضيفه لترسيخ العصيان المدني، وضرب مصالح مصر؟ كل ما تقدم تقوم به عصبة من القابضين على الدولار الذين لا يتضورون جوعاً، ولا يقاسون الفاقة، فأرصدتهم الوفيرة توفر لهم الكرواسون والسيارات الفارهة، والتدفئة المركزية، انه إعلام موجه للتدمير ينفخ يومياً في النار ويصب البنزين، يبتهج وقد ارتفعت ألسنة اللهب لتنال من وجه مصر الطيب، إنه الإعلام الذي وصفته سيدي بالإعلام الشفاف، الحيادي، الشفاف! أقسم أنك تعرف أن الهدف خنق الاقتصاد، وتعطيل أي محاولة للتنمية، وتطفيش المستثمر، وبث روح الإحباط واغتيال أي بصيص من أمل، لتخلو الساحة من الشرعية وليقفز المتربصون للصدارة ومعهم البلطجية، أقسم أنك تعي كل ما تقدم وتعرف كل أسماء كل الإعلاميين الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس، (واحد.. واحد). لك الله يا مصر. *** طبقات فوق الهمس * على الهواء أكد أن أحد ممولي الثورة المضادة قال لواحد من الشباب (خد 30 ألف جنيه وولع في نفسك واحنا حنطفيك، ومازال مسلسل الاستغلال مستمراً، ومازالت كاميرا الإفك متربصة للتصوير والتوزيع والترويج)! * لماذا تستعد المعارضة في مصر لمقابلة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري؟ سؤال برئ. * لو أن جبهة الإنقاذ أقصد (جبهة الخراب) متأكدة من مساندة الشارع لماذا هربت من دخول الانتخابات وقاطعتها؟ الواثق لا يهرب، ولا يقاطع، بل يدخل، ويتحدى، وينجح. * نعم كنا نحترم (صباحي) حتى رأيناه في خندق المخرب الأول (عكاشة) فسقط. * أحكام مسبقة بأن الانتخابات ستزور، الإخوة عايشين لسه في عصر مبارك. * كل يوم أصبح مضطرة أن أسأل جبهة الخراب المستعجل، وكل الإعلاميين الفطاحل الذين يتبنون المخربين، والمحرضين على العصيان والنشطاء الشاطرين الشرفاء الذين لم يقبضوا شيئا من أحد (استغفر الله) أسأل أين كنتم منذ عامين فقط أيها الأفاضل، لماذا كنتم تأكلون ألسنتكم، لماذا ظهرت عليكم أعراض الوطنية والرغبة في الإصلاح هكذا فجأة وفي عهد رجل تسلم مصر خرابة مسروقة أين كنتم يا شرفاء أيام النهب والسرقة والفساد والقهر السياسي بأقذر صورٍ؟ أين كنتم والغاز الذي تعانون من عدم وجوده والمسروق عمداً يتدفق للبهوات في إسرائيل؟ وهل كان أي واحد منكم يجرؤ أيام مبارك أن يسير أمام قصر الاتحادية دون أن يصفع على قفاه ويجرجر لألف سين وجيم، أنظروا إلى المرآة لتخجلوا.. يكفي أن مصر تنصلت من نسبها لكم.