31 أكتوبر 2025
تسجيلهل سألنا أنفسنا يوما لماذا ليست لدينا قيمة للوقت في حياتنا؟ ولماذا تغيب عندنا ثقافة الالتزام بالمواعيد؟ نحن نصل إلى مقار أعمالنا متأخرين وفي نفس الوقت نخرج منها مبكرين. السبب في ذلك أننا تربينا منذ الصغر في بيئة غير منضبطة لا تقدر قيمة الوقت. في الاسبوع الماضي عاد طلابنا إلى مدارسهم بعد انقضاء اجازة منتصف العام الدراسي، ولم يكن العودُ أحمدُ، حيث تراوحت نسبة الغياب بين الطلاب من 30 % إلى 60 % في مختلف مدارس الدولة، بل إن غالبية المدارس بلغت نسبة الغياب فيها أكثر من 50 %. هذا الإهمال في الحضور والمواظبة على الدوام المدرسي في اليوم الأول بعد الإجازة بشكل أساسي، وما تليها من بقية الأيام في الاسبوع الأول، ظاهرة تعاني منها مدارسنا، والغريب أنها تتم بتشجيع من أولياء الأمور، فالأسرة هي المسؤولة عن تفشي ظاهرة الغياب من المدارس، دون أن ننفي المنظومة التعليمية من مسؤوليتها أيضا وتحديدا أصحاب التراخيص للتهاون في تطبيق آليات ضوابط التقييم التربوي والسلوكي. ويبقى للأسرة الدور الأكبر في توجيه أبنائها والاهتمام بهم وتقويم سلوكهم وتهذيب أخلاقهم. إن انشغال أولياء الأمور بأعمالهم، وعدم زيارتهم للمدارس والسؤال عن أبنائهم، وتجاهلهم لاجتماعات مجالس الآباء أو الامهات احد أهم أسباب اهمال الأبناء لدراستهم وغيابهم عن المدرسة. المطلوب تعاون وتواصل أكبر بين المدارس والأسر ليس لمعالجة هذه الظاهر فحسب، إنما للقضاء عليها كليا. والإشكالية الكبرى ان الاحصاءات تكشف عن أن المدارس الثانوية هي الأكثر تأثراً بغياب الطلاب. وهذا مؤشر خطير، لأن الطلاب في هذه المرحلة هم في سن المراهقة، وانتشار الغياب بينهم دليل على غياب الرقابة عليهم والتوجيه السليم لهم من قبل الأسرة والمدرسة على حد سواء، وهو ما يؤدي في النهاية إلى انحراف الأبناء. علينا أن نحسن تربية ابنائنا على الالتزام واحترام الوقت منذ الصغر، حتى يكتسبوا قيما حياتية مهمة في الكبر تكون لهم حصنا من الانحراف.