17 سبتمبر 2025
تسجيل"ربما لن يكون اليمن سعيداً دائماً" فقبل أسبوع من الزمان تسلم الرئيس عبد ربه منصور هادي رئاسة الجمهورية في اليمن كرئيس توافقي للمرحلة الانتقالية خلفاً لعلي عبد الله صالح الذي ظلت الجماهير اليمنية تنادي برحيله طويلاً ضمن نسائم الربيع العربي والذي كان غير قوي في اليمن بنفس مقاييس ثورات القاهرة أو طرابلس أو حتى تونس بل كان ناعماً في بعضه خرج من خلاله الرئيس صالح وفي جيبه صك الحصانة وضماناتها الدولية ليضاف النموذج اليمني لخلاص صالح إلى أعراف السياسة الحديثة حيث ظلت المناورة أطول بل لم تجد مع الرئيس حتى القذائف الصاروخية التي دكت مسجد القصر الرئاسي ذات جمعة بمن فيه من المصلين بل ظل صالح عصياً على الاستجابة لمطالب الجماهير والتي كانت توصف دائماً بجحافل المعارضة وليست العموم لذلك طال أمد المبادرة الخليجية التي حققت بخروج صالح وتنصيب عبدربه نجاحات تاريخية للدبلوماسية الخليجية التي عالجت الأزمة بشكل حقق لأطرافها مكاسب مقبولة تضمن لليمن عموما الخروج من الظرف بأقل الخسائر ليظل النموذج اليمني مقبولاً عند بعض الأوساط في المنطقة للأخذ به في الحالة السورية فيما لو أذعن النظام هناك لعين العقل والأخذ بمشروع إحلال نظام جديد في دمشق يجنب سوريا مغبة التأزم والحنق الدولي من ممارسات النظام المستمرة في تقتيل الأبرياء وتحويل الشوارع هناك إلى ساحات حرب غير متكافئة يواجه فيها الشعب الأعزل أعتى عتاد البطش والتدمير. عموماً الملف اليمني ماض نحو الحلول بينما الملف السوري يتضخم بالمزيد من الدماء ولن تصمد مواقف الروس والصين طويلاً أمام التحرك الدولي ومشاهد البطش العلني وسيكون مؤتمر أصدقاء سوريا المقبل في اسطنبول فيصلا وحاسما للقضية إثر ما يحضر له بسلسلة المحاورات والمفاوضات الدولية. أعود إلى افتراضيتي في صدر المقال والتي لا تعني أن اليمن سيكون سعيداً دائماً لا كما في عهد صالح أو قبله فالتغيير في شكله سياسياً فقط ولا يمثل حالة من التعاطي مع ظروف البلاد ومحيطها المتأثر بالربيع العربي بعد أن ضاق الشعب ذرعاً بأحادية السلطة المتمثلة في حزب الرئيس وظروف البلاد الاقتصادية التي تمس رجل الشارع وهم الأغلبية رغم ما يصل لليمن من هبات ومساعدات وبرامج تتكفل بها دول مانحة عديدة لليمن. فمن يزر اليمن تبهره التقليدية والتاريخ ومظاهر الحضارات السابقة التي قامت في عموم مناحيه ويحبط كثيراً عندما تتبدى له شكلية المعاش اليومي لغالبية الشعب الموغل في الفقر والتخلف بسبب آفة القات المتفشي تعاطيه هناك في ظاهرة عامة تؤثر في ميول العامة وسلوكياتهم وتجعل من الاستغلال والتوظيف لبعضهم ضمن الحركات المتطرفة والجماعات الشاذة فكراً ومراساً أمراً سهلاً ومتاحاً من قبل أصحاب المخططات. فالأهم الآن هو العمل على عودة السعادة إلى اليمن تزامناً مع التغيير السياسي الجديد بالثورة على القات وتعميم نبذ سلوك تعاطيه وزراعته ليتعافى اليمن وشعبة من متلازمته وتبعاته المهلكة للصحة وعموم مقدرات اليمن ما بين اقتصادية واجتماعية وبتأثير واضح في مجريات الحياة اليومية وملامحها هناك. فمن أجل أن يكون اليمن سعيدا لا بد من الثورة العامة على هذه الآفة المستنزفة للموارد والوقت ليوجه اليمنيون طاقاتهم وجهدهم نحو البناء والحضور ضمن منظومة الشعوب المدركة لمقدراتها ومستقبلها في وطن ومنطقة مستهدفة من قبل مخططات شرسة تتقن كيف توظف ميول الشعوب نحو أهدافها[email protected]