22 سبتمبر 2025
تسجيلالحقيقة لابد أن تظهر مهما حاول أعداء هذه الحقيقة تغييبها أو إنكارها أو طمسها أو محاربتها لأنها تملك قوة البقاء في التاريخ وتملك قوة الوجود في الجغرافيا وتملك قوة العدل لأنها صوت الحق.. والحق سيظهر وينتصر لأن للباطل جولة وللحق جولات. وبالأمس ظهرت هذه الحقيقة من أعداء قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر عندما صرحت المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عندما قالت: "أوروبا كلها تحترم عبدالناصر.. لأنه كان خصماً شريفاً.. وأضافت اشتون: لقد تولى عبدالناصر رئاسة مصر في أحلك ساعات التاريخ المصري.. ولو عاش عبدالناصر لكانت مصر دولة عظمى أكبر من روسيا في الشرق الأوسط". هذا الاعتراف بهذه الحقيقة يأتي اليوم من أعلى قمة سياسية في الاتحاد الأوروبي ولا تزال تقوم بعملها حتى الآن وهذا يعني أن من حق ثورة 23 يوليو المجيدة ومن حق شعب مصر.. ومن حق كل قومي عربي وكل مواطن عربي آمن بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مقاضاة دولتين رئيسيتين في هذا الاتحاد الأوروبي وهما فرنسا وبريطانيا، عندما تحالفتا مع العدو الصهيوني في العدوان الثلاثي على مصر وعلى قيادة عبدالناصر عام 1956، لأن هذا العدوان لم يكن "شريفاً" على العكس تماماً من عبدالناصر الذي أكدت اشتون أنه كان خصماً شريفاً.. والشريف لا يمكن أن يعتدي أو يشن عدواناً أو حرباً ضد الآخرين، مما يؤكد أن العدوان الثلاثي لم يكن شريفاً وهذا كاف لمقاضاة فرنسا وبريطانيا أمام المحاكم الدولية في شنهما العدوان والحرب ضد عبدالناصر الشريف، خاصة إذا علمنا أن هدف هذا العدوان الثلاثي هو الخلاص والقضاء على قيادة وزعامة عبدالناصر، لأنه رفض استغلال ثروات مصر من قبل أعداء مصر في قناة السويس عندما أمَّمَ هذه القناة، وجاء هذا العدوان الثلاثي لاستنزاف خيرات مصر وثرواتها التي أعادها عبدالناصر للشعب المصري. ومما يؤكد أن هذا العدوان الثلاثي بعيد عن شرف القتال ونبل الحروب وأخلاقياتها هو اشتراك العدو الصهيوني مع هاتين الدولتين الأوروبيتين في العدوان على مصر، لأن هذا العدوان استغل مطامع أوروبا بقناة السويس لضرب مصر والخلاص من قوتها العسكرية التي كانت تبنى لمواجهة هذا العدو المحتل للأرض العربية فلسطين. أما قول اشتون "لو عاش عبدالناصر لكانت مصر دولة عظمى"، فهذا يؤكد أيضاً أن أوروبا وخاصة بريطانيا وفرنسا كانت تحارب عبدالناصر لإضعاف مصر والقضاء على دورها القومي العربي وإفقار الشعب المصري ليبقى العدو الصهيوني قوة مؤثرة في المنطقة. هذه الشهادة التاريخية للمفوضة العليا للاتحاد الأوروبي لا نسوقها للاتحاد الأوروبي ودوله لأن هذا الاتحاد يعرف هذه الحقيقة لكنه يتجاهلها أحياناً لكي لا يعترف بجرائمه المتعددة وخططه الاستعمارية ضد مصر وقيادة عبدالناصر، فكلنا يعلم كم من مؤامرة حاكها الاتحاد الأوروبي ضد عبدالناصر.. وكيف خططوا لقتل عبدالناصر وتصفيته جسدياً.. وكم حرب خاضوها ضد هذه القيادة ولعل العدوان الثلاثي خير شاهد على ذلك ولكن نذكر بها حكامنا العرب الذين ناصبوا العداء لقيادة عبدالناصر ونذكر بها شعبنا المصري الذي يحاول البعض تشويه صورة القائد الخالد ولعل هذه الشهادة من الأعداء تعطي الآن للشعب المصري ضرورة التمسك والعودة إلى مبادئ ثورة 23 يوليو المجيدة وإلى الخط الاستراتيجي الذي رسمه القائد الخالد ونرى قريباً رئيساً لمصر شريفاً كما كان عبدالناصر.