19 سبتمبر 2025

تسجيل

الاصطفاء المطلوب

04 فبراير 2016

بالأمس تحدثنا عن الاصطفاء وعن نماذج بشرية اصطفاها الله عز وجل، كما جاء في قوله سبحانه: "إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين".وذكرنا من قبل اصطفاء أهل بدر من بين آلاف الصحابة الكرام، وتطور الأمر ليظهر أهل الحل والعقد وهم صفوة المجتمعات في تاريخنا الإسلامي، حتى تنوعت معايير الاصطفاء في الوقت الحاضر وتنوعت الصفوات بحسب عقيدة وعادات وثقافة كل مجتمع.لكن ما يهمني حقيقة من خلال هذا السرد والحلقات السابقة حول مسألة الصفوة والاصطفاء، هو تذكير النفس ودعوتها ليكون أحدنا ضمن صفوة يختارها هو بنفسه لا يختارها له الآخرون. وتلك مسألة اعتبرها غاية كل مسلم.نعم قد يجتهد أحدنا في عمله الدنيوي رغبة في أن يكون ضمن صفوة وخيار المجتمع، سواء بحسب إنجازاته العملية أم شهاداته العلمية أم بحسب المعايير التي اتفق الناس في مجتمعه عليها، وهي تلك التي إن توفرت في شخص وتوافقت مع معايير الاصطفاء، استحق الشخص أن يكون ضمن صفوة أو نجوم المجتمع، سواء أكان الأمر رسميا على شكل انتخابات برلمانية وما شابه، أم كان الأمر عرفيا تتفق فيه غالبية الناس على رموز وأسماء معينة بينهم، واعتبروها صفوة مجتمعاتهم ونجومها، يفتخرون بوجودها بينهم.تلكم كانت صفوات الدنيا التي ربما يتطلع كثيرون إلى أن يكونوا ضمنها، ولا شيء أو ضير في ذلك، ولكن ما بالكم بصفوات من نوع آخر؟ صفوات الآخرة، وما أدراك ما هي؟ماذا لو أن أحدنا اختار أن يكون ضمن صفوة الناس يوم الدين؟ ضمن أولئك السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله؟ أو ضمن أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب كما قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون". وغيرها من صفوات يوم الدين مما جاء ذكرها في الأحاديث الشريفة. وما كان حديث اليومين الفائتين إلا نوعاً من التمهيد للوصول إلى التفكر في مثل تلك الصفوات التي لابد أن نتطلع إليها، فهي الأجدر بأن تكون غاية كل مسلم عن أي غايات أخرى، ولمثل ذلك فليتنافس المتنافسون.