13 ديسمبر 2025
تسجيلدار حديث مع أحد الأصدقاء الكرام، فقال لي سأحدثك بحديث قد لا يخطر على بالك، ولم يكن يوماً في فكرك اتوقع ذلك. قلت له أولاً: كيف حالك وحال الأولاد والأهل؟ قال: الحمد لله في نعمة وخير وفضل منه سبحانه. فقال لي: وأنت كيف حالك؟ قلت: أحمده وأشكره. فقال لي أتدري ما الأمر الذي سأخبرك به؟ قلت: حدثني به وأنا لك منصت ومستمع. قال لي صديقي منذ سنتين وأنا أراقب وألاحظ بعض العائلات وأولادهم وأنا اجتماعي بطبعي فوجدت هذا كله بالملاحظة والسؤال. قلت: ماذا رأيت ووجدت وتوصلت له؟ قال: وجدت أن الأم التي تجلس في بيتها وترعى أولادها بجدٍ واجتهاد وتفان واهتمام هم — أي الأولاد — على خلق وتفوق في دراستهم. قلت: حتى الأم العاملة؟ قال نعم. قلت وكيف ذلك؟ إذا رجعت من عملها كانت كالنحلة الطيبة التي لا تقف إلاّ على طيب ولا تأخذ إلاّ طيبا ولا تنتج إلاّ طيبا، همها أولادها وأسرتها وبيتها قبل كل شيء. لا تلتفت إلى شيء آخر إلاّ أولادها وبيتها، ولو كانت عندها خادمة. وجدت أسرة أولادها تبارك الله كلهم أنهوا تعليمهم الجامعي وبعضهم دراسات عليا، وعددهم ثمانية من الذكور وكذلك البنات الثلاثة، وعائلة اخرى أبناؤها على خلق ودراسة وحفظ لكتاب الله، وهناك أسر كثيرة على هذا المنوال شاهدتها وتابعتها. قال لي موضحاً: أنا لا أعمم فقد تجد في بعض الأسر أن أولادها — بعضهم — في تفوق والآخر قليل الاهتمام بالدراسة ولكنه على خلق ويكمل دراسته. قلت: هل وقفت على استطلاعات وأبحاث تؤكد كلامك وملاحظاتك سواءً كانت داخلية أو خارجية؟ قال: لا. قلت له يمكن كلامك يحتمل الصواب أو غير ذلك والمسألة فيها نظر.. قال: يمكن. قلت: لماذا لا تجعل هذا البحث الاستطلاعي مكتوباً ومؤصلاً تأصيلاً علمياً وموثقاً. قال: أتمنى أن تقوم بهذا الاستطلاع وتشرف عليه الجهات الحكومية والمراكز البحثية ذات العلاقة والاهتمام بالأسرة القطرية لتقف منها هذه الجهات موقف التوجيه والإرشاد والتشجيع وتنفيذ بعض الحملات القيمية في هذا الجانب. فقلت له في نهاية حديثنا: فنعم الأمهات إن كان هذا عملهن وطريقهن وسعيهن، فلله درهنّ فهنّ ينتجن للمجتمع أفراداً صالحين فاعلين لوطنهم وأمتهم يتحملون المسؤوليات والأدوار بكل ثقة واقتدار، فنعم الأمهات.. ومضة صدق من قال: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق هذا البيت المسار الصحيح للأم التي تريد أن تبني مجتمعاً مكوناً من أفراد صالحين، عينهم على وطنهم وأمتهم بالعمل الجاد والتفاني، فهنيئاً للأوطان والمجتمعات إذا كانت عندها أمهات، هنّ مدارس تربية وتعليم، يتخرج منها أمثال هؤلاء الرجال. إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم