14 سبتمبر 2025
تسجيلإنَّ استشراف المستقبل يعتمد دوماً على التّعرفِ على مكانة الدّول بين أقرانها، وشحذ همم وطاقات القوّة العاملة من موظفيها للاستزادة والتّجدد والعمل على الوصول لأهدافها بشكل أسرع، حتّى تصل إلى درجات أعلى في المؤشّرات العالميّة للدول. وممّا لا شكّ فيه أنّ القيادة الناجحة تلعب دوراً أساسياً في نهضة الدولة، ومِن هنا فإنّ دولة قطر بأمسّ الحاجة إلى القيادة الهادفة، والنّاجحة في مختلف المجالات، كونها الكفيل الأكثر أهميّة فيما تنشده قطر من تحقيق حاجات الجيل الحاليّ، والأجيال القادمة، وتحقيق نموّ مستهدف ومُستدام. وإنّ تواجد الشخصيّة القياديّة الفاعلة التي تسعى مع مثيلاتها إلى تحقيق التضافر، سعياً لتحقيق هدف مشترك أمر لا مناص منه. فمنذ عقد الندوة النّاجحة في عام 2013، تحت عنوان «الشخصية القيادية في المجتمع القطريّ وآفاق المستقبل» في جامعة جورج تاون وما تبعها من ندوات، ترتّبت عليها جملةً من الاقتراحات لتفعيل التخطيط الإستراتيجي، كمؤشرٍّ للقيادات النّاجحة في حكومة دولة قطر، والعمل بالخطوات لتحقيق الرؤية الحكيمة من الحكومة القطريّة، ومن تلك الاقتراحات كان ما يلي: بحث الإطار المناسب لتنسيق وتنظيم العمل على تكوين الشخصية القياديّة، مع التركيز على العوامل الثقافيّة المؤثّرة في الشخصيّة، من خلال التنسيق بين الجهات المشاركة في المجتمع القطريّ حكومية كانت أو خاصة. بحث واقتراح آليات تمويل الخدمات التوعوية في المجتمع القطريّ، التي من شأنها دعم وتحفيز الشخصيّة القطريّة القياديّة. إحداث شراكات وتعاون متبادل مع جهات رائدة عالميّة في القيادات الحكيمة، نحو: تبادل الخبرات ما بين الجامعات العالميّة وجامعات قطر، وأيضا خلق فرص تدريب للقيادات المحليّة عندَ الجهات المختصّة المتدرّبة عالميًّا في الوطن والخارج. إنّ القيادة الحكيمة الشاملة لا تقتصر على فرد معيّن أو جهة معيّنة، وإنّما تطول جميع أفراد المجتمع قاطبة بدءاً بصغار السّن؛ حيث توجّه سلوك الأطفال نحو مشاريع تنمّي فيهم الصفات القياديّة، وأيضا تكوين لجان علميّة متخصّصة، تتولّى إعداد الحقائب العلميّة الممنهجة في مجال علوم القيادة التربويّة لتدريب النشء عليها. كما أنّ المرأة لها دور مهمّ بالقيادة؛ لذلك يجب تكثيف الجهود لتمكين المرأة القطرية من أداء دورها في القيادة المجتمعيّة. وتعزيز البحث العلميّ، وإصدار دراسات كثيفة في مجال صناعة الشخصيّة القياديّة انطلاقا من منظور قطريّ بحت. علاوة على ذلك تبجيل مبدأ «إنسانية القيادة من أجل قيادة الإنسانية» باعتبار أهميّة القيم والمبادئ في المجتمع. إنّ لحمة المجتمع متمثّلة برجاله يدًا بيد مع نسائه وفق منظور قيادة صلبة، والمعايير التي تخدم الدولة، هي مؤشّر من المؤشرات الرئيسيّة لازدهار المجتمع وتطويره. و هنا نخصّ بالذكر الدور الرئيسيّ التي تلعبه المرأة القطرية في القيادة، فكيف لها أن تغذّي حوكمتها في منشأ القيادة الذي تنطلق منه إبداعاتها والذي بني على: التنظيم والتفكير الإيجابيّ والإبداع والانطلاق بالعمل.