20 سبتمبر 2025

تسجيل

"ترامب" يبتز العالم على غرار المثل الشعبي "شربي وإلا العصا"؟!

04 يناير 2018

القدس هي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني والعالم يرفض مساومات الرجل المريض رفض دولي للغطرسة الأمريكية لنهب حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار سرقة أرضه لم يكن يتوقع الشعب الأمريكي أو شعوب العالم أجمع وصول "دونالد ترامب" إلى البيت الابيض، وعندما انتهت الانتخابات وفاز بها بفارق ضئيل، أيقن العالم أن وسائل الإعلام كانت مضطربة في التعامل مع الحدث، لأن الذي فاز بالكرسي لم يُطرح اسمه أبدا على قائمة المنتصرين بالرئاسة، وهنا كانت المفاجأة وتوابعها عبر التأثير في القرار السياسي بعد ذلك؟!. ومع التصويت على قرار الرئيس الأمريكي "ترامب" بالاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للإسرائيلين ونقل السفارة الأمريكية إليها، أراد هذا الرئيس المتهور والمتسرع في قراراته – كما يقول عنه العالم – أن يغير الكثير في المفاهيم السياسية من باب الوقوف مع إسرائيل لتحقيق بعض المكاسب السياسية والمادية في نفس الوقت؟!.  فقد عُرف عن الرئيس ترامب: أنه رجل أعمال من الطراز الأول، فهو يقود البيت الأبيض، ليس لكونه الرئيس الشرعي والمنتخب للولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل لأنه من الشخصيات التي عُرف عنها حب المال أولا، وحب المغامرة والتغيير وفرض القرارات السياسية عن طريق القوة ثانيا، شاء من شاء وأبى من أبى، وقبل الانتخابت الرئاسية الأمريكية الأخيرة، كان ترامب يعلن في تصريحاته السابقة والمتكررة الانتقام من بعض دول الشرق الأوسط ومنها دول الخليج العربية على وجه الخصوص، فكان يعزف دائما على وتر الثروة النفطية والمليارات التي تمتلكها هذه الدول دون وجه حق – كما يظن ويعتقد - وأنه يجب منح هذه الأموال للولايات المتحدة التي ساهمت في تحرير الكويت، وأنها تقوم اليوم بحماية دول الخليج، ولهذا فلا بُدَّ من رد الدين للولايات المتحدة؛ ولهذا فإن شفط ثروات الخليج العربي يجب أن يكون عبر البوابة الأمريكية، وأن ذلك أصبح من الأولويات كما قال ذلك صراحة لا تلميحا؟!.  العالم يوقف ترامب عند حدوده: وقد خابت كل مساعي ودسائس "ترامب" المدروسة والممنهجة في فرض قراره الابتزازي حول القدس، فرفضت أغلب الدول ذلك القرار التحريضي، ووصل عدد الأصوات التي ترفض قراره إلى نسبة كبيرة وغير متوقعة، مما جعل الرئيس الأمريكي نفسه يقف حائرا ومذهولا أمام هذه الدول الرافضة له أو المتحفظة عليه، مهددا إياها بإيقاف كافة المساعدات الأمريكية السنوية لها، وقد أعلن ذلك من باب التهديد والوعيد بعد أن خسر المعركة ومُنِّيَ بهزيمة سياسية لم تكن في الحسبان، وهذه الهزيمة النكراء لترامب لم توجه صفعة إلى "دونالد ترامب" فقط، بقدر ما وجهت أيضا ضربة قاضية إلى السياسة الأمريكية بشكل خاص وإدارتها المنكسرة بعد رفض العالم لقرار "القدس" غير المدروس؛ مما جعل العالم يتحد ضد هذا الموقف الفردي، ليصبح العالم رغم ،نف ترامب على قلب رجل واحد ضد العنجهية الأمريكية التي تعودناها، ولم تلتزم بالأعراف والقوانين الدولية تجاه قرار القدس؟!. مناشدة دولية: ولهذا، فقد ناشدت كل دول العالم ترامب لإيقاف ألاعيبه المكشوفه ضد الشعب الفلسطيني ووقوفه مع الإسرائيليين لتحقيق بعض المكاسب المالية – كما يقول العشرات من المحللين السياسيين والإعلاميين في العالم – إذ أكدوا على عدم شرعية الرئيس الأمريكي في فرض قراره على العالم بشكل دكتاتوري ومتعجرف ويخلو من التأني في اتخاذ القرار ودراسته قبل إصداره؟!. ومن هنا، فإن "ترامب" يبتز العالم بأسره لتحقيق المثل الشعبي الشهير: "شربي وإلا العصا"؟!. كلمة أخيرة:   الولايات المتحدة هي التي خسرت العالم اليوم، وقرار ترامب الأخير حشد للولايات المتحدة المزيد من الكراهية وبث الأحقاد ضدها بسبب جرة قلم وقرار لم يدرس، ساهم مساهمة كبيرة في نشر الفوضى بين الدول لصالح إسرائيل وجاء على حساب الشعب الفلسطيني، فكانت النتيجة عكسية وغير متوقعة على الإدارة الأمريكية، بالرغم من التهديد بقطع المعونات والمساعدات الأمريكية، وهو قرار انتهازي واستغلالي وقت الأزمة التي فرضها أعداء نشر ثقافة السلام في العالم؟!.