11 سبتمبر 2025

تسجيل

رحل.. وكسرنا جرة

04 يناير 2016

* منذ أربعة أيام رحل دون أن يحفل بوداعه أحد، بل إن كثيرين كسروا خلفه أكبر جرارهم! لم يودعوه وهو يركب قطاره إلى حيث سيغيب دون عودة، وإنما تركوه كغريب يخرج دون كلمة، ولم يعاتب هو أحدا فقد كان يعرف أنه كان وجعا لا راحة فيه، وهما لا انكشاف لسواه، وحزنا لا وداع لألمه، كان يعرف أن شهوره الاثني عشر غصت بالدموع، والغربة، والموت، وتوق البشر للحظة أمان لم يجدوها! كان يعرف كم فر الناس فيه من موت إلى موت، ومن قبر إلى قبر، وكم تحولت قواربهم إلى توابيت تهوي بهم الى سكون القاع الرهيب وهم يحتضنون أطفالهم، وأملا في النجاة داعبهم، وما كان إلا سرابا يضحك على عطش القوافل!! كان يعرف أن الفارين من زلازل الموت بذلوا من فرط خوفهم ماء وجوههم ذلا وهم يستجدون الاحتماء بجدار آمن يرحم خوفهم فلا ينهار فوق رؤوسهم، لا البر أشفق عليهم، ولا البحر واساهم، كان العام المسافر يعرف أن فصلا من الأوجاع بدأ فيه ومازال يغرق الموجوعين بما يعجزهم وصفه، هذه نقطة في بحر آلام كثيرة نازفة يحيطها البرد، والظلام، والاغتراب، والضياع، وارتجافه فقد الوطن.* ورحل العام تاركاً فينا ما لا يمكن للذاكرة أن تنساه، رحل عام الفواجع تاركا الطفولة المذبوحة عنوانا لفظاعة ووحشية لا يسقط وجعها بالتقادم، لن ينسى المعذبون بإحساسهم رغم أصوات مزامير الاحتفال الصاخب، والبالونات الملونة، والأغاني الزاعقة، ورقص الساهرين، وضحكات المغيبين (علي الدوابشة) الرضيع الفلسطيني الذي أحرقه قطعان الصهاينة وهو نائم في سريره حتى تفحم!!* دون فخر حظى العام المسافر بأكبر عدد من القتلى، واللاجئين، وأكبر رصيد من الكره للإسلام والمسلمين، وأكبر كشف لمهزلة الغرب الذي طالما ادعى أنه ديمقراطي يقبل الآخر ويحفظ حقوقه!.* سجل العام المسافر رقما مخزيا لغياب الإدارة العربيه، وأنيميا حادة في رصيد العزة الموقرة.* أتحفنا العام الراحل بأكبر رقم للنجوم (الرقاصين) ليس آخرهم (حسن الرداد — كوكو) الذي نافس دينا تقصعا، واهتزازا ببدلة الرقص في (زنقة ستات).* رحل العام غير المأسوف عليه مخلفا هوة هائلة، وحفرة مهولة طمرت ما اعتز به المسلمون طويلا من اخلاق الفرسان، ومروءة الفضلاء.* في العام الفائت تفرد الاعلام العربي بشبابيك (الردح الاعلامي) والسب، والقذف، والتشهير بالصور، والسيديهات، وتاريخ الخصوم الشائن، وان لم يكن يكون، عوضا عن استعمال أحط أشكال النقد بألفاظ أقل ما يقال عنها سوقية، خادشة للحياء.* في العام الجديد من أنت؟ هل أنت الواجد كل شيء فشكر، أم الفاقد كل شيء فصبر؟ هل أنت الكائن الذي يرفع خشمه ظنا منه أنه الوحيد الذي يستحق الحياة، أم أنت الخافض جناح الذل من الرحمة رفقا بالمتوجعين حولك ممن تعرف أو لا تعرف؟ من أنت؟ هل انت العظيم الفخيم الذي تخرج كلماته من أنفه كبرا بأخطاء التعالي القاتلة؟ أم أنت الذي يخجل من نفسه ان غلبه غضبه يوما فأخذ نفسه بالقوة ليلجم حمم شظاياها خوفا من أن تجرح الناس؟ هل أنت من نهج الضعيف يداس، ويهان، ويقهر أم أنت ذلك الذي يتصدر للدفاع عنه، وحمايته، ولا يرتاح الا اذا أنصفه؟ هل أثر الدمع في عينيك من ألم أحدهم الذي هزك فأوجعك أم أن عينيك حجران من زجاج يبرق ولا علاقة له بما يسمى الإحساس؟ هل أنت الأمين في مودته لحبيبه، وصديقه، الحافظ لعشرته، وأسراره، الموجود دوما في أتراحه قبل أفراحه أم أنت المحب، المخلص، لواحد لا شريك له هو انت، أنت فقط؟ من أنت؟ سؤال مهم يستحق التعرض له، والاجابة عليه فقد نجد ما نغيره لنستحق أن نحظى بلقب انسان جديد في عام جديد.* طبقات فوق الهمس* أول سطور قرأتها في العام الجديد قول (موثيسيكيو) القانون يجب أن يكون مثل الموت الذي لا يستثني أحدا.* الحقد، والحسد، والغل ثلاثة أشقياء يدفعون (السوداويين) لتشويه الأسوياء.* أتصور أن كثيرين تعلموا من العام المسافر أن أسوأ غياب ليس غياب الحبيب وإنما غياب الرؤية، وأن أوجع تشييع ليس جثامين الذين ماتوا، وانما تشييع جثامين العدل، والضمير، وأن أبشع سكوت هو سكوت قادر على رفع الظلم ولم يفعل، وان طلقات النيران الصديقة أشد فتكا من سلاح أشرس الأعداء.* صورة متكررة في كل عام لأحدهم يأكل مال النبي، شهادة الناس فيه أنه (ورع) عندما يسمع الأذان يركض متوضأ ليكون في الصف الأول خلف الإمام!! لا تعليق على الأداء.. في فمي ماء!!* مكتوب على هامة العام الجديد..أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم.. فطالما استعبد الانسانَ احسانُ.* مع بدايات الأعوام، وتأملاته مهم أن نعترف بأن في الكون أصواتا غير أصواتنا، ومعارف تتفوق على معارفنا، وضرورة كي نغير مقاعد المتفرجين الى المشاركين لننتج شيئا ذا بال.* أمر حالات العقم عقم قلب لا يحب.* موال* دنيا وناس في التوهة متبعترةياللي تقول ان الحياة جاه ومالحاسب لتبني قصور رمال على رمالبايه يفيد المال إذا الدهر مالع اللي خسر روحه وطغى وافترى.