13 سبتمبر 2025
تسجيلعرف عن أهل قطر منذ وقت طويل حبهم للأعمال الوقفية والمشاريع الخيرية التي تسهم مساهمة كبيرة في بناء المجتمعات وخدمة الأجيال المتعاقبة، فقد غرسوا فينا حب هذه الأعمال المباركة والمثمرة التي تبقى وتدوم مدى الدهر مادام هناك من يعشق هذا العمل الطيب الذي يسفر عن حب الخير للجميع .من هذه المشاريع الخيرية المباركة "مسابقة الشيخ غانم بن علي آل ثاني لتحفيظ القرآن الكريم" ويشارك فيها الحفظة والحافظات للقرآن الكريم بمراكز التحفيظ التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتي انطلقت منذ سنوات وما زالت مستمرة وقائمة حتى اليوم في نسختها التاسعة 2014 م، وهو دليل على نجاحها ووصول أهدافها وغاياتها إلى أفراد المجتمع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الهدف الأسمى فيها يكمن في كسب الأجر من الله تعالى في الدنيا والآخرة، وينتج عن ذلك أن يبارك الله في ذرية صاحب هذا المشروع الخيري أو الوقفي ما دام هناك من يسهم في نشره إخلاصا لله عز وجل .وتشير التكلفة الإجمالية لمسابقة الشيخ غانم بن علي آل ثاني لحفظ القرآن الكريم أنها تبلغ 5 ملايين و500 ألف ريال وتصل قيمة الجوائز المادية منها إلى مليون ريال بينما تتراوح قيمة الجوائز العينية ما بين 600 إلى 700 ألف ريال .وتسعى المسابقة – كما جاء على لسان الشيخ خالد بن غانم آل ثاني – أنها تحقق عدة أهداف منها :تشجيع الأبناء في مراكز تحفيظ القرآن الكريم على حفظ كتاب الله تعالى حفظاً متقناً ومجوّداً وتشجيع الطلاب والطالبات للالتحاق بتلك المراكز وإذكاء روح التنافس بين طلاب وطالبات مراكز التحفيظ من أجل الوصول إلى أعلى درجات الحفظ والإتقان إلى جانب تكريم الطلاب المتميّزين .بقي أن نعرف عن الوجيه الشيخ غانم بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني أنه من مواليد سنة 1356 هـ / 1937 م ، وعرف عنه - كما جاء في صفحة شجرة آل ثاني على الإنترنت - أنه صاحب عزيمة قوية، ودقيق في تنظيمه لمواعيد العمل، وعرف عنه كذلك أنه لم ينخرط في سلك السياسة، واتجه إلى الأعمال والتجارة، فبرع فيها وكان من روادها في البلاد، فأقام فندق رامادا، ومجمع السنتر التجاري، والمجمعات السكنية، وجلب العلامات التجارية العالمية، وأنواع السيارات المختلفة، وغير ذلك من الأنواع التجارية والمعاملات .وللشيخ غانم أيضا اليد الطولى في مساعدة الفقراء والمساكين، والتكفل بنفقات الحجاج والمعتمرين، وطباعة المصاحف للتّالين، وأقام مسابقة قرآنية لتشجيع الدارسين، وشيَّد المساجد للمصلين، وغير ذلك من أعمال يتقرب بها لرب العالمين . ** كلمة أخيرة: رحم الله أهل قطر، من أمثال الشيخ غانم بن علي الذين أحبوا الأعمال الخيرية واهتموا بها أثناء حياتهم وأوصوا بها قبل وفاتهم، فأقاموا المسابقات القرآنية وطبعوا المصاحف وشيدوا المساجد ومراكز تحفيظ كتاب الله وحفروا الآبار الإرتوازية وغيرها من المشاريع الوقفية الخالدة تقربا لله عز وجل .