18 سبتمبر 2025

تسجيل

مسيرة الإسلام في القوقاز "1"

04 يناير 2014

قلت لصاحبي: على اعتبار أنك أزهري، وداعية، ورحلت إلى بلاد إسلامية عديدة، فهلا حدثتنا عن مسيرة الإسلام في القوقاز؟ قال: حبا وكرامة، ولكن قبل الحديث عن هذا الموضوع لابد من مقدمة: يكون المسلمون 20% من مجموع سكان الاتحاد السوفييتي (سابقاً) إذ يبلغ عددهم 65 مليونا وفقاً لاحصاء 1991م، ويتركز معظم هؤلاء المسلمين في إقليمي القوقاز وتركستان.وينقسم إقليم القوقاز جغرافياً إلى قسمين:الأول: القوقاز القريب: يضم الجمهوريات الإسلامية ذات الحكم الذاتي، التي تقع في نطاق جمهورية روسيا الاتحادية وهي: كمباردين واوسيتيا الشمالية والبلكار والشيشان والأنجوش وداغستان.الثاني: القوقاز البعيد ويضم جمهورية أذربيجان الاتحادية في الشرق وإلى غربها جمهورية جورجيا التي تضم أبخازيا وجمهورية أجاد ذات الحكم الذاتي، وإقليم أوستينيا الجنوبية ذات الحكم الذاتي.وينتمي مسلمو القوقاز إلى مجموعتين عرقيتين:1 - مجموعة الشعوب التركستانية وتضم أوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان وأذربيجان وقيرغيريا، وهؤلاء يتحدثون بلغات قريبة من التركية، وهم أقرب ثقافياً إلى تركيا.2 - مجموعة الشعوب اليريبورو قوقازية، وهؤلاء يعيشون في مجموعات متفرقة في القوقاز وروسيا، هذا ويسود أذربيجان المذهب الشيعي، ويتحدثون تركية محلية.والإسلام في القوقاز منذ القرن الأول الهجري حتى يومنا هذا، حيث اتحدت مجهودات العرب والإيرانيين والأتراك الشرقيين، والعثمانيين، والقوقازيين لزرع الإسلام بطرق متعددة في الأراضي الشاسعة التي تمتد من القوقاز حتى حدود الصين، ومن قازان حتى الحدود الإيرانية والأفغانية، وانتشر الإسلام عن طريق نشاط الفتوحات، وبفضل نشاط التجار المسلمين من ناحية، وبفضل النشاط المكثف للطرق الصوفية من ناحية أخرى.هذه الطرق الصوفية تحولت – فيما بعد – إلى حركة شعبية حتى أخذت آسيا الوسطى إحدى المناطق الأكثر فاعلية في انتشار التصوف.هذا وللحديث بقية.