15 سبتمبر 2025

تسجيل

من هو عدو "القاعدة" الكنيسة أم السفارة؟!!

04 يناير 2011

الجرائم الإرهابية التي تنسب لـ"القاعدة" تدعونا إلى التأمل والتفكير والسؤال عن حقيقتها، وهل فعلاً أن "القاعدة" وراء كل هذه الجرائم الإرهابية التي نسبت إليها بدءاً من تفجيرات نيويورك الإرهابية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء الأمريكان عام 2001م، مروراً بالجرائم الإرهابية في قتل المدنيين الأبرياء بالعراق الشقيق بعد الاحتلال وتلك الجرائم الإرهابية الأخرى في بعض الدول الأجنبية والعربية الأخرى ومنها تفجيرات لندن ومدريد وفي بعض الدول العربية مثل اليمن والسعودية وانتهاءً بجمهورية مصر العربية. ولأننا ندعو إلى التأمل والتفكير والبحث عن الحقيقة بشكل موضوعي وهادئ وهادف، فإن العقل والمنطق لا يمكن أن يتصورا أن "القاعدة" وراء كل هذه الجرائم الإرهابية، خاصة إذا كانت مثل هذه العمليات الإرهابية تحتاج إلى قدرة تكنولوجية فائقة وخبرة عالمية عالية كما حدث في تفجيرات نيويورك الإرهابية، وهذا العمل الإرهابي سبق أن كتبت عنه مقالاً أوضحت فيه أن القاعدة "بريئة" من هذا العمل الإرهابي الشنيع ولا أريد العودة إليه مرة أخرى، وإنما اعتقدت أن من كان وراء تفجيرات نيويورك هم عناصر المخابرات الأمريكية والصهيونية لخلق ذريعة غزو واحتلال العراق وأفغانستان من أجل رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط التي بشر بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. أما في العراق الشقيق، فالجميع أصبح يعرف أن قوات الاحتلال الأمريكي بعد أن فشلت في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت تدعي الإدارة الأمريكية والصهيونية بوجودها في العراق أن العراق ونظام الرئيس الشهيد صدام حسين على علاقة بتنظيم "القاعدة"، وأنها غزت العراق للقضاء عليه والحقيقة أن تنظيم "القاعدة" لم يكن موجوداً بأرض الرافدين قبل الغزو والاحتلال وهذا أصبح معروفاً أيضاً، لكن الصهيونية والإدارة الأمريكية خططت لجعل هذا التنظيم "بعبعاً" ضد الشعب العراقي فقامت ومعها العملاء والخونة الذين جاءوا على ظهور دباباتها أو من تسلل خلفها بعدة عمليات إرهابية ومنها تفجير مسجد "العسكريين" في سامراء ونسبت هذا العمل الإرهابي للقاعدة وكاد هذا العمل الإرهابي أن يشعل حرباً أهلية وهو ما تخطط له الصهيونية وقوات الاحتلال لولا يقظة الشعب العراقي لكنها استمرأت هذا النهج الإرهابي وبدأت بتنفيذ عدة عمليات إرهابية وتنسبها للقاعدة حتى يومنا هذا لأنها وجدت في نفوس بعض المرضى من العراقيين أو من حلفاء العملاء والخونة تربة خصبة لتصديق ما تروج وتخطط، خاصة عناصر "الصحوة" التي تركت الاحتلال يقتل ملايين العراقيين ويهجر الملايين الأخرى وذهبت لقتال "الوهم" الذي صنعه الاحتلال وعملاء الاحتلال. وبناء على هذا الاعتقاد الذي لا أستطيع الجزم به وربما أكون مخطئاً ولكن العقل والمنطق والتحليل الموضوعي والهادف تشير إلى امكانيته، خاصة أساليب العدو الصهيوني ومخططاته ومعه الحليف الأمريكي يدفعنا إلى مثل هذا الاعتقاد ومما يعزز هذا التحليل وهذه الرؤية ذلك العمل الإرهابي الذي حدث في كنيسة "القديسين" بمحافظة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية منذ أيام وذهب ضحيته العديد من الأبرياء من المسيحيين العرب بين قتيل وجريح والذي يذكرنا بالعمل الإرهابي الذي استهدف كنيسة "النجاة" في بغداد وأيضاً ذهب ضحيته مئات الأبرياء من أشقائنا المسيحيين ونسب العمل الإرهابي على الكنيسة في بغداد إلى تنظيم "القاعدة" بينما العمل الإرهابي في الإسكندرية فقد أشارت الأصابع إلى تنظيم "القاعدة" حتى يومنا وقبل أن تظهر نتائج التحقيق وهنا نرجو من الحكومة المصرية أن تقوم بواجبها الوطني بمتابعة التحقيق في هذه الجريمة النكراء وأن تطلع الرأي العام المصري والعربي والعالمي على نتائج التحقيق، وهل تنظيم "القاعدة" يقف وراء هذا العمل الإرهابي القذر أم أن "الموساد" الصهيوني يقف من ورائه حتى ولو كانت أداة التنفيذ من غير الموساد أو الصهاينة الذي يدعونا إلى ضرورة التحري والدقة ومعرفة المجرم الحقيقي والإشارة إلى الموساد الصهيوني لعدة أمور واضحة وجلية ولعل من أبرزها تلك الشبكات التجسسية الإسرائيلية التي تم اكتشافها مؤخراً في مصر التي كانت تخطط لضرب الوحدة الوطنية المصرية وإشعال نار الطائفية والعرقية والمذهبية كما حدث في العراق بعد الاحتلال ولأن العدو الصهيوني يعرف أن قوة مصر هي قوة للعرب جميعاً واستقرارها هو ضمانة لاستقرار الوطن العربي، وثانيها قطع الطريق أمام مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تم بموجبه غزو واحتلال العراق بتفتيت وتقسيم الدول العربية إلى كيانات ومذاهب وطوائف، وثالثها وهو الأهم للمشروع الصهيوني-الأمريكي هو شطب ومسح الهوية العربية الواحدة والجامعة للأمة العربية لأن استهداف المسيحيين العرب هو استهداف للهوية العربية، فالمسيحيون العرب هم من ساهم مع أشقائهم القوميين العرب بالحفاظ على الهوية العربية القومية. يبقى أن أضيف تصوراً مهماً برأيي وربما أكون مخطئاً أيضاً وهو أن بعض وسائل الإعلام فيها المصرية ذكرت قبل أسبوعين بأن تنظيم "القاعدة" أصدر من خلال ما يسمى "دولة العراق الإسلامي" أمراً باستهداف عدد من الكنائس القبطية في مصر ومن بين هذه الأهداف كنيسة "القديسين" والسؤال لماذا لم تؤمن السلطات المصرية الحماية لهذه الكنيسة وهي تعلم أنها مستهدفة، بل إن موعد الاستهداف كما يدعون كان معروفاً وهو أيام عيد الميلاد؟! والسؤال الأكثر أهمية هنا لماذا يقوم تنظيم "القاعدة" بقتل الأبرياء من المصريين المسيحيين وهم إخوة لنا في الوطن ويقفون معنا ضد العدو الصهيوني ويترك الصهاينة آمنين؟! لماذا إذا كان هذا التنظيم قادراً على تنفيذ مثل هذه العمليات لا يوجه هذه العمليات نحو "السفارة" الصهيونية بالقاهرة؟! لماذا إذا كان هذا التنظيم وهو يدعي الإسلام يقتل من يقف معه من المسيحيين العرب ضد العدو الصهيوني ويترك سفارة عدوه وعدو المسيحيين آمناً؟! لماذا إذا كان هذا التنظيم قادراً على اجتياز كل الحواجز الأمنية والحراسات لم يفجر تلك السيارة أو هذا الانتحاري بالسفارة الصهيونية التي يرفرف علمها بالقاهرة؟! هذه الأسئلة الحائرة تدفعني إلى القول إن من قام بهذا العمل الإرهابي ضد كنيسة "القديسين" عناصر الموساد الصهيوني، أما إذا كان تنظيم "القاعدة" كما يدعون وكما يشيرون، فإن هذا التنظيم لا يفرق بين العدو والصديق ولا يفرق بين الأبيض والأسود وبين الإيمان والكفر، ونسأل هذا التنظيم إذا كان هو من يقف وراء هذه الجريمة من هو عدوه الحقيقي الكنيسة أم السفارة؟!