17 سبتمبر 2025
تسجيل«أريد أن أغير من نفسي، ولكني لا أستطيع، فكلما أحاول تغيير سلوكياتي أفشل، ساعدني كيف أغير من نفسي»، هذا مضمون رسالة وصلتنا من شخص يريد المساعدة في تغيير نفسه للأفضل، وهذا ما دفعنا للكتابة في هذا الموضوع تحت عنوان «كيف أغير من نفسي بنفسي». ولقد سبق أن تناولنا موضوعا بعنوان «إرادة التغيير»، وقمنا بوضع توصيف لمفهومي الإرادة والتغيير، مع بيان المقصود من إرادة التغيير، وبينا مستويات التغيير الثمانية، والآن نستكمل هذا الموضوع تحت العنوان الذي أشرنا إليه أعلاه، عله يعطي القارئ صورة متكاملة عن كيفية التغيير للأفضل، وكيف يمكن استثارة أنفسنا الاستثارة التي تدفعنا لإحداث تغيير حقيقي في ذواتنا. ومن المثير أننا وجدنا بالبحث والاطلاع أن عملية إحداث التغيير هي سلوك متعلم يتكون بالممارسة المستمرة، وذلك عن طريق ما يسمى بالضبط الذاتي، والذي سيكون نقطة انطلاقنا للتعرف على كيفية إحداث تغيير لذواتنا بأيدينا نحن. كما سنتعرف على بعض الإستراتيجيات التي تعين الأفراد على ضبط ذواتهم، وسوف نتحدث في الجزء الثاني عن سمات الأفراد ذوي الضبط الداخلي الذين يؤمنون بقدرتهم على إحداث تغيير، وسمات الأفراد ذوي الضبط الخارجي الذين يرجعون كل ما يحدث لهم إلى الصدفة والحظ، وكيف يمكن إحداث توازن بين الضبط الداخلي والخارجي حتى يستطيع هؤلاء الأفراد تغيير واقعهم للأفضل مع الأخذ في الاعتبار موضوع الإيمان بالقضاء والقدر. ما هو الضبط الذاتي؟ هو عملية يستخدم فيها الفرد الحوار الداخلي لتحديد الفرد أهدافه، وما يريد الوصول إليه، مع التحكم في الظروف المحيطة به، وتذليل العقبات؛ من أجل الوصول إلى الوضع الذي يريد أن يكون عليه. فمثلا: إذا شعرت بالجوع، فحوارك الداخلي هنا يبدأ بأنك جائع وتريد أن تتناول الطعام بالمنزل، فتناول الطعام هو ما تريد الوصول إليه، والهدف هو طهي الطعام، وبالتالي فإنك تبدأ في تذليل العقبات والتحكم في الظروف المحيطة؛ كأن تجهز المواد اللازمة لتحضير الوجبة (مكوناتها)، واستخدام الغاز للطهي، وغيرها من الأمور، وبالتالي فإنك بذلك تكون قد طوعت الظروف واستخدمت الأدوات المتاحة للوصول لهدفك والحصول على ما تريد.