19 سبتمبر 2025
تسجيلفقدنا خيرة المعلمين بعد أن خدم لعدة عقود ** رحم الله الفقيد الذي كان مثالاً عربياً فاعلاً في الإخلاص لتعليم طلاب قطر ** أمثال هؤلاء يستحقون منا لمسة وفاء نظير ما قدموا من خدمات جليلة للأجيال على أرض الخير.. أرض قطر العطاء والنماء.. عاش الكثير من المعلمين العرب الذين ساهموا في تعليم أبنائها خلال العقود الماضية.. وبخاصة منذ فترة الخمسينيات وحتى الآن.. حيث وفد الآلاف من هؤلاء المعلمين من جنسيات عربية مختلفة لحمل رسالة التعليم والتنوير داخل مدارس قطر.. سواء كانوا من الذكور أو من الإناث.. وهم يستحقون منا لمسة وفاء في تذكرهم بعد رحيلهم.. فتاريخ التعليم في قطر لن ينسى هؤلاء وجهودهم لخدمة الرعيل الأول ممن تخرج من مدارس قطر خلال فترة التأسيس. ومن هؤلاء المربي الفاضل الأستاذ "خميس أبو حزيمة" الذي غادرنا إلى الدار الآخرة قبل أيام.. وهو من "فلسطين" الحبيبة.. حيث التحق بسلك التعليم في مدارس قطر منذ فترة السبعينيات وتحديدا في سنة 1975 م على وجه التقريب .. وكان مثالا للمعلم المخلص في تعليم طلاب قطر منذ تلك الفترة، وقد تشرفت - شخصيا - بنهل العلم على يديه في أواخر السبعينيات من القرن الماضي في مدرسة اليرموك الإعدادية التي تقع في حي ابن عمران، وكان من المعلمين الذين يشار إليهم بالبنان والتفوق في تدريس مادة اللغة الإنجليزية، كما اشتهر بأخلاقه الرفيعة وأدبه الجم وابتسامته التي لا تفارقه أبدا. وقد رحل المربي خميس أبو حزيمة إلى جوار ربه بعد عقود طويلة من العطاء في خدمة التعليم بدولة قطر امتدت إلى أكثر من أربعة عقود متواصلة، حيث كان آخر مدرسة يقوم بالعمل فيها هي "مدرسة أوفاز العالمية الخاصة" في منطقة الغرافة من ضواحي الدوحة العاصمة.. حيث قابلته في العام الماضي من خلال ترددي على زيارته لوجود ابني الأصغر "حمد" في نفس المدرسة، وكان حديثنا يدور دائما عن الزمن الجميل للتعليم في قطر خلال السبعينيات الذي كان فيه الفقيد خميس من رواده وأعلامه خلال تلك الحقبة. وبما أن الفقيد الفاضل قد كان متفوقا في تعليم مادة اللغة الانجليزية فقد استعانت به مؤسسة قطر للبترول، حيث التحق بها لفترة من الزمن وكان متفوقا كالعادة في عمله بالتدريب لمدة 12 سنة، في الفترة ما بين (1999 - 2011) .. خاصة انه يجيد تحدث الانجليزية بطلاقة مبهرة ، قراءة وكتابة (عليه رحمة الله) .. فقد كان المربي الفاضل احد المعلمين العرب المبدعين في التدريس بمدارس قطر .. ولا ننسى في هذا المقام القول المأثور "من علمني حرفا صرت له عبدا" التي كان يرددها علينا باستمرار .. وكذلك قول الشاعر : قم للمعلم وفه التبجيلا / كاد المعلم أن يكون رسولا فقد نهلت من علم هذا المربي الكثير من العلم والتوجيهات التنويرية في مدرسة الحياة .. حيث كان يهتم بنا في المدرسة ويؤكد على أهمية أن تكون لطلاب قطر لغة أجنبية أخرى غير اللغة العربية لأنها لغة مساعدة في سوق العمل .. وصدق فيما كان يقول. من المواقف التي لا أنساها عن المربي الراحل خميس أبو حزيمة أنه كان ملتزما بالحضور في دروسه اليومية، وكان يتعب كثيرا مع الطلاب في إيصال رسالته في التدريس خاصة أن الكثير من الطلاب لديه صعوبة في تعلم اللغة الانجليزية لكون أن هذه المادة دسمة للغاية وصعبة الفهم بسرعة، فكان – رحمه الله – يوجهنا بإخلاص ويكافح في حمل رسالة التعليم بمعناها الصحيح. كلمة أخيرة: المربي الراحل خميس أبو حزيمة .. يضاف إلى أسماء بقية الكوكبة من المعلمين العرب الرواد الذين وفدوا إلى قطر خلال القرن الماضي .. ويستحق منا بعد رحيله اليوم لمسة وفاء ووقفة تأمل مع مسيرة العطاء له .. لأنه اثر في حياتنا وساهم في توجيهنا التوجيه الصحيح للارتقاء بالوطن وخدمة المجتمع بالشكل التربوي السليم .. إلى جنان الخلود يا أستاذ خميس ونسأل الله لك المغفرة وحسن الخاتمة .. اللهم أمين. .. نسأل الله للفقيد الرحمة وأن يسكنه فسيح جناته نظير ما قدم من خدمات جليلة للتعليم في دولة قطر خلال الأربعة عقود الماضية. [email protected]