30 أكتوبر 2025

تسجيل

أمام مشاريع الهيمنة... أين مشروع العرب والمسلمين؟! (1)

03 ديسمبر 2015

إن الذي يتابع تاريخياً وواقعياً – خصوصا العصر الحديث والمعاصر – يجد أن اليهود مثلاً لهم مشروعهم، وأن الغرب المسيحي وعلى رأسه أمريكا لهم مشروعهم، وأن الروس لهم مشروعهم وأن الشيعة – خصوصا بزعامة إيران - لهم مشروعهم كذلك.. وهكذا..أما إذا نظرنا إلى العرب والمسلمين والدور السنّي في العالم، فإننا نلاحظ أن الناس وحكامهم بلا مشروع مخطط أبداً، حتى اليوم ورغم كل هذا السيل الجرّار من الدماء الزكيّة التي تجري منهم دون أن يُواطئوا الجرح فيسعفوه وينقذوا ما استطاعوا إنقاذه من العباد والبلاد، بهولوكوست جهنّمي مأساوي فظيع يُصبّ عليهم ليلَ نهارَ صبّاً يغلي كالحميم، كما يجري – وما زال – في سوريا، والعراق، واليمن، ومصر، وليبيا، وبورما، وإفريقيا الوسطى و....فهل عُقول أولئك الصهاينة بزعاماتهم – خصوصا نتنياهو اليوم – والغرب وأمريكا، وعلى رأسهم (أوباما) المتناقض، والروس وعلى رأسهم الزعيم المتغطرِس (بوتين)، والشيعة وعلى رأسهم المرشد الطائفي البراجماتي علي خامنئي وكل طاغية جبار على أشكالهم... أشد حرصاً وأرقى ذكاءً وأشجع مبادرةً من زعماء العرب والمسلمين الذين يملكون موارد بشرية ضخمة واقتصاداً هائلاً من النفط والطاقة ولا ينقصهم غير السعي إلى الأهداف النبيلة برجال مخلصين وعلى ضوءٍ من الفهم والعقل والدين والتدابير الحكيمة، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. هذا وإن كنا نفخر ببعض الحراكات التي صبّت وتصب في صالح الأمة، كعاصفة الحزم حالياً وأحرار الأبطال الذين أبلوا حسناً في الشام ومصر والعراق واليمن وتركيا بتوجّهها الطيّب نحو العدالة قدر الإمكان، وكالحركات الإسلامية التي ما زالت تناجز العدو كحركة حماس على سبيل المثال لا الحصر... وعليه، فلابد للضعيف أن يتقوّى ويأخذ بالأسباب حسب واقعه المعاصر، لأن الحقيقة لا تُرى إلا من خلال التجربة والتمكين: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة...)، الأنفال: 60.. كما قال تعالى، في شأن موسى عليه السلام: (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، القصص 26، وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف..) مسلم: 43-2664.. وهي قوة مطلقة أو عامة، مادية أو معنوية، وقد كان (ماو تيسي تونج) الزعيم الصيني يقول: إن العالم لا يعرف إلا القوي، ولا مكان للضعيف في زماننا، وكان (هنري كيسنجر) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق – وهو يهودي الأصل – يقول: من يسيطر على الغذاء يسيطر على الشعوب، ومن يسيطر على الطاقة يسيطر على القارّات، ومن يسيطر على المال يسيطر على العالم. وعلى سبيل المثال فلأن (إسرائيل) قوية في عدد من الجوانب، فإنها تدّعي الدفاع عن نفسها ضد أهل الحق، والحقيقة أنها تدافع عن احتلالها وجرائمها ليس إلا، فقد أكد (نتنياهو) اشتراك إسرائيل في العمليات الحربية بسوريا، أي: بالتنسيق مع الروس والمجوس، وهذا هو السيناريو الذي لاذَ به السفاح الأسد لتسويق نفسه من جديد وتقويتها من قِبَلهم، وإن نسينا فإننا لن ننسى المجموعة الإرهابية في إسرائيل (تدفيع الثمن)، إذ هي تقتل وتنهب وتخرّب وتفعل ما تشاء، مع أن بعض أعضائها ممَثّل في ((الكنيست)) كما يذكر (زلمان شوفان) في مقاله عبر (إسرائيل اليوم) 29/11/2015م، وكذلك لا ننسى المجرم المسيحي النرويجي (أندرس بهرنج بريفيك) الذي قتل (85) طفلاً، ثم قال: علينا وقف الدعم الغبي للفلسطينيين، ودعم أبناء عمومتنا الحضاريين في إسرائيل، وهي الغاصبة تعتمد على الطغيان، لأنه جزء من طبيعتها ضد الفلسطينيين، ومع ذلك فإنها لا تستغني عن (أمريكا) والغرب عموماً وتُوفد وزراءها لتطويق المشكلات، كما فعلت في إرسال وزير اقتصادها إلى واشنطن للضغط على أعضاء الكونجرس كي يصادقوا على عقوبات لتصدير النفط الإيراني، وكذلك في شأن توريد صواريخ S300 إلى إيران من قبل روسيا، خوفاً على أمن الصهاينة، إذ يعتبرون أنها قد تقع بأيدي حزب الله، مع أننا لا نشك في تحالف إيران وحزب الله معها أبداً، وأيضاً فإن روسيا تتقوى كأنها الاتحاد السوفييتي السابق، وتنسق مع إسرائيل بنجاح ضد سوريا الشعب، كما صرح (بوتين)، في مؤتمر المناخ بفرنسا، إثر لقائه (بنتنياهو). وقال موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي: إن الطيران الروسي اخترق أجواءنا عدة مرات ولم نقصفه بسبب التنسيق. مع أن روسيا رفضت هذا التنسيق مع تركيا رغم إصرارها على ذلك منذ تدخل الروس، وإنما هذا لفائض الطغيان والقوة. كما قال المتنبي: وعينُ الرضا عن كلّ عيبٍ كليلةٌ.. ولكنَّ عينَ السُخطِ تُبدي المساويا على أن بوتين بعدما واجه الصمود الأشم، قال: لا حل لمشكلة سوريا إلا سياسياً!.