تدريب الأبناء على الصدقة

هناك العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها للأهل أن يغرسوا حب الصدقة لدى أبنائهم، ومنها ذكر الآيات والأحاديث التي تُرغب بالصدقة بشرط أن لا نطيل الوعظ، لأن الطفل لا يعشق الوعظ الطويل خصوصا عندما يكون إدراكه صغيرا، فهو لا يعي معنى الآية والحديث جيدا.إن من أهم وسائل تربية الأبناء على الصدقة ذكر قصص الصدقة الواردة في الأحاديث النبوية لأن الطفل يحب القصة، وخاصة تلك التي تحوي تفاصيل مميزة يستطيع الطفل تخيلها، ويجب أن تسرد القصة بطريقة ممتعة لا أن تقرأها قراءة تخويفية تهدد بها الأبناء.يجب أن نذكر للأطفال قصصا واقعية كذلك حتى تكون قريبة من أذهانهم، وهكذا نربط الصدقة في ذهن الطفل بشخصيات يمكن أن يراها في الواقع كأبيه أو أمه أو جده .ومن أهم النقاط التي يجب أن نركز عليها تعريف الطفل فوائد الصدقة ولماذا نتصدق؟ ويجب أن نستنطق الطفل في حوار مبسط يبين لنا تصوره عن الصدقة وفكرة العطاء للآخرين.أما في حديثنا مع المراهقين، فيجب أن نوضح معنى المال في الإسلام وهل يعتبر المال للاكتناز أم أنه للراحة والمتعة، أم أنه للمشاركة وتحقيق الراحة المجتمعية الوطنية ؟ ومن هنا نعلم المراهق الفلسفة الإسلامية والتي جُعل المال بأيدينا في سبيل تحقيقها، كما في كما في الحديث "نِعْم المال الصالح للرجل الصالح".إن التطبيق العملي من أهم وسائل تحبيب الطفل بالصدقة، ويجب أن نمارس الصدقة أمام أبنائنا وتجعلهم يعطون المال للفقراء بأنفسهم، وربما ناسب أن تقترح عليهم أخذ الفقير إلى السوق والتسوق له بدلا من إعطائه الصدقة بشكل مباشر، ليكون ذلك نشاطا عمليا أطول يعيشه الابن ويحياه، وتكون بذلك قد زاحمنا المعاصي في حياة المراهق بأنشطة مفيدة يستمتع بها في نفس الوقت وندربه على فعل الخير للآخرين.يجب أن نجعل الأبناء يتنافسون في الصدقة من خلال مسابقات ننظمها لهم داخل الأسرة تشجعهم على البذل وخدمة المحتاج، كما أن الحصالة الصغيرة وسيلة قد يحبها الطفل وتشجعه على الاحتفاظ بمبلغ ينمو أمامه بشكل مستمر ويقدم جزءاً منه للصدقة بعد ذلك.