15 سبتمبر 2025
تسجيلأشرس الأنواع – الوقاية قال صاحبي: سبق أن كلمتنا عن ماهية الإرهاب، والتطور التاريخي للأسلحة البيولوجية، نرجو أن تفصل القول عن أشرس أنواع هذه الأسلحة وكيفية الوقاية منها. قلت: حبا وكرامة.. إن أخطر وأشرس الأسلحة البيولوجية هي نوعان: النوع الأول الفيروسات الممرضة للإنسان ومن أشهرها فيروس الجدري، حيث يعتبر سلاحا بيولوجيا قاتلا وفعالا في حال قيام حرب بيولوجية بين طرفين وذلك لتمتعه بمميزات متعددة منها: 1- سهولة زراعة هذا الفيروس في المعمل وإنتاج كميات كبيرة من وحداته في وقت قصير وقد أنتج الاتحاد السوفييتي أطناناً منه أثناء الحرب الباردة مع الولايات المتحدة. 2- لهذا الفيروس قدرة فائقة على العدوى لسهولة انتشاره بالملامسة أو الاستنشاق، كما أن معظم سكان العالم قابلون للعدوى بهذا الفيروس. 3- تصل بشاعة فيروس الجدري لدرجة أن الجرام الواحد من اللقاح النشط يكفي لإصابة مئات الأفراد، إذا ما تم رش رذاذ اللقاح في الهواء ويصبح هؤلاء مصدراً للعدوى ناقلين للفيروس من مكان لآخر فترتفع أعداد المصابين لتصل لمئات الملايين من البشر، وهذا يماثل في فعله قوة أسلحة الدمار الشامل مثل القنبلة النووية. النوع الثاني: البكتريا الممرضة للإنسان، من أخطر أنواع تلك البكتريا الجمرة الخبيثة ويعتبر هذا المرض من أقدم الأمراض التي عرفها الإنسان، ويقال إنه المقصود في القرآن الكريم بكلمة الدم في الآية 133 من سورة الأعراف. قال تعالى (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين) وقد اجتاح مرض الجمرة الخبيثة أوروبا عام 1613م، وأدى إلى موت نحو 600 ألف نسمة. قال صاحبي: ما مميزات هذا السلاح البيولوجي وعيوبه.. أفادك الله؟ قلت: أما عن المميزات فهي: سهولة تصنيعه، ورخص التكلفة وقدرته على الانتشار الذاتي وعدم احتياجه كوسيلة مكلفة أو متقدمة لنقله إلى المكان المستهدف وصعوبة اكتشاف مصدره وفاعليته القوية، فالجرام الواحد منه يكفي لقتل سكان مدينة بكاملها. أما العيوب فهي خطيرة للغاية أبرزها صعوبة حماية العاملين في مجال الأسلحة البيولوجية خلال جميع مراحل الإنتاج والنقل والتعبئة والاستخدام. كما أن الأمطار قد تلعب دورا مهما في غسل الهواء المحمل بالميكروبات البيولوجية فتترسب قبل أن تصل إلى الهدف.. بالإضافة إلى القدرة المحددة للأسلحة البيولوجية على التخزين لفترات طويلة محتفظة بحيويتها. قال صاحبي: جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمة، ولكن ما كيفية الوقاية من أخطار الحرب البيولوجية؟ قلت: إن من الوسائل والأساليب التي نراها ضرورية لوقاية المجتمعات والدول من أخطار الحرب البيولوجية: 1- زيادة التعاون الدولي في مجابهة أخطار الحرب البيولوجية وتبادل الخبرات في هذا المجال مع ضرورة وضع اتفاقيات دولية تحت رقابة الأمم المتحدة تحظر استخدام الأسلحة البيولوجية وقت الحروب وتوقع كل الدول عليها بلا استثناء. 2- قيام أجهزة الإعلام المختلفة بتوعية وترشيد الأفراد إلى مبادئ وأساليب انتشار الأمراض والأوبئة، والتعريف بأساليب الوقاية ووسائل الحماية من الأسلحة البيولوجية. 3- تعليم وتدريب الأهالي ساكني المناطق المستهدفة لأعمال إرهابية بأسلحة بيولوجية التدابير الوقائية المناسبة، ويمكن وضع خطط للطوارئ تكون جاهزة للتطبيق. 4- تطعيم الأفراد سواء مدنيين أو عسكريين المعرضين للتلوث بالأسلحة البيولوجية وذلك عند الشعور بالخطر، والقضاء على الحشرات والقوارض التي قد يعتمد عليها العدو في نشر سلاحه البيولوجي مع ضرورة عزل الأفراد المصابين لمنع انتشار العدوى وعلاجهم. 5- الكشف الدوري عن مصادر المياه والتعيينات والمهمات للقوات المحاربة والتأكد من عدم تلويثها بأسلحة بيولوجية وكذلك رصد الهواء في المدن بصورة دورية باستعمال أجهزة مراقبة متحركة مثل السيارات الخاصة بالشرطة والدراجات النارية التي تجوب أنحاء المدينة يومياً حاملة أجهزة الرصد الحساسة للتأكد من عدم تعرض الهواء للتلوث بأسلحة بيولوجية.