16 سبتمبر 2025
تسجيلصعب أن تبكي على مواجع وطن يتمزق كل لحظة، صعب أن تتألم لفقد وطن يستهدفه الرماة برماح قاتلة، القلب مترع بالهموم والوجع، الروح محزونة يضيق عليها فضاؤها، الضحكة مسروقة، وجه المحبة شاحب يرتجف، الأمان مُصادر، الفقر يتكاثر، وكارهو أنفسهم من لصوص وبلطجية ومنتفعين يحرقون قلب مصر! وينسرب يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، ليبدأ العام وينتهي ونحن على أمل في صباح جديد يبدد كل الأحزان! مشاعر كثيرة ربما لا يمكن كتابتها تغمر النفس استشعرها كلما راقبت (صندوق الهم) التليفزيون، فكل ما يصدره من أخبار موجع، كل الأسئلة مسننة، كيف عز الأمان في مصر بلد الأمان؟ كيف يتعادى ويتقاتل الإخوة، وينسحب الود، وتضيع الصلات، ويموت الانتماء، ويهون الوطن لتذبل كل يوم أشياء غالية تؤذن بغياب الفرح أي فرح كان، صعب أن يكون كل مشهد مما نراه في قلب الوطن سهماً موجعاً، وألماً لا يغادر الصدور، قلت بعد غم الأخبار اليومي أخرج عل تغيير المكان يسري عن النفس، توجهت صحبتنا إلى الشيراتون، قال (حسين) أيمن الصياد مستشار الريس يجلس خلفنا، لم أنتظر حتى يفرغ من طعامه، كيف أنتظر وفي القلب قوافل أسئلة تود أن تطمئن، وتهدأ، وتفهم؟ رحب الرجل بنا وبمجرد جلوسي سألته (مصر رايحة على فين يا دكتور؟) تنهيدته العميقة ردت بالكثير قبل أن يفتح فمه بكلمة، أعدت سؤالي فرد بهدوء وعلى مهل "هناك مخاطر جمة وعندما تكون هناك تحديات كبرى يكون الواجب الأول هو وحده الجبهة الداخلية، وهذا ما أخشى منه الآن، إذ أن الانقسام الحاد يزداد يوماً بعد يوم وكذا الاستقطاب ولا يوجد جهد حقيقي للتعامل معه أو التخفيف من حدته" تشعب الحديث، وتدافعت الأسئلة تريد مزيداً من الإيضاح وخلصت إلى أن مجمل ما قاله د. أيمن يدفع دفعاً للخوف على سلامة مصر، تأملت المشهد لأجد أن كل الطقس مضبب، الإرادات تتقاطع، حتى الذين يحبون مصر يعاندهم فريق لا يريد إلا مصالحه، ومكاسبه، الموجة عالية عالية، وتنذر بخطر، وليس في مقدورنا إلا أن نتفرج ونتألم، عدت إلى بيتي محملة بمشاعر لا تقل إنقباضاً عن التي خرجت بها، أمام صندوق الغم جلست أفر القنوات، طالعتني على إحدى القنوات صورة قاعة المؤتمرات والرئيس يقول "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا" ربما أجابت تلك الآية الطيبة بالصدفة على سؤالي متى يعود لمصر أمانها، وسلامها؟ ربما بعثت باطمئنان ما والروح مثقلة بما فيها، ونقول عسى أن يكون قريباً نهوض مصر من كبوتها، وخلاصها من أزمتها، ومن رموز الفساد وجذورهم كي يعود لوجه الوطن بصره، وأفراحه المهاجرة. • * * • هل هناك خلاف على تطبيق الشريعة الإسلامية؟ إن كان الجواب لا فما الذي يزعج الإعلاميين من هذا التطبيق؟ من يتابع برامج قنوات (الهراء) يومي السبت والأحد يلحظ هجمة فريق التوليع المعروف على دستور مصر الجديد وعلى د. مرسي، ربما كانت سخونة الهجمة بسبب العدد المهول الذي تواجد في محيط جامعة القاهرة، وربما كان بمفاجأة تقديم الرئيس للدستور الجديد للاقتراع عليه، التهبت برامج (التوك شو) والتهب مذيعوها وهم يضربون بسيوف ألسنتهم المسنونة وبضيوف أحضروهم خصيصاً من ذوي الأصوات الجهورية ليمارسوا صراخاً ممجوجاً، والضيف يصرخ والمذيع والمذيعة "يصبوا على النار بنزين"، من البرامج المستفزة أطل علينا (وائل الإبراشي) الذي قال وهو يسخن ويشحن الناس ضد الدستور "بعد الفاصل نرى بعض الألغام الموضوعة في الدستور" أي ألغام؟ يا راجل اختشي، ثم يقول "كلنا معترضون على هذا الدستور" مين كلكم؟ وكيف تنوب عن 85 مليون مصري لم يعطك أحد منهم توكيلاً باسمه، مين فوضك أصلاً للحديث عن كل مصر؟ أتمنى أن يستفيق المذيع اللامع وينتبه أنه بيولع في (قلب) مصر بلده!! • * * • طبقات فوق الهمس • نسي القضاة المنتفضون على الرئيس أن فيهم 18 قاضياً متهماً بالتزوير ومشوه، وأنهم بعينهم من هرب "جماعة التمويل الأجنبي" ومشوه، وأن محكمة النقض حرمت من النظر في طعون النقض حتى الآن، ومشوه، يا جماعة عيب للوطن هيبة مفروض أن تكونوا أول من يحفظها. • الحرامية خائفون من الشريعة لأنها ستتصدى لسرقاتهم، و(الرقاصين) زعلانين ما عادوش حيرقصوا، والفنانون خائفون على التمثيل مصدر عيشهم المليان بالقبلات والأحضان والذي منه، معذورين يا اخوانا!! • حسين فهمي يحذر من الهجوم على الفنانين وحرية الإبداع بأعمالهم الفنية، وأسأل عم حسين وبراءة الأطفال في عينيّ: أي إبداع في الأحضان والقبلات والساخن من المايوهات؟ • مطلوب من الإعلام الحر الشفافية، والتنوير لا التثوير. • تجاوز عدد المشاركين بمليونية الشرعية والشريعة كل التوقعات حتى أن اللجنة المنظمة لمليونية السبت استأجرت طائرة لتصور أكبر مشهد لحشد شهدته ميادين مصر على الإطلاق، هذا الحشد طلب من الرئيس تطهير الإعلام الذي يؤجج الفتن، واحنا معاه يا ريس. • كل المتذمرين من مشروع الدستور توافقوا على مواده ووقعوا بالموافقة عليها! لماذا انسحبوا وحبر توقيعاتهم لم يجف بعد؟ يبدو أن الحكاية فيها خمسين إن!! • وحدة الجبهة الداخلية حائط الصد الوحيد أمام لؤم الفلول. • فضيحة أن يقف المعارضون مع المدعو عكاشة في خندق واحد! • صرخة مغدور نهديها للقضاة المنتفضين بوجه الحق أنا العين اللي صابها الغدر واتصفت أنا الأم اللي حرقوا قلبها ع الغالي ولبست شال محني بدمه وادفّت أنا المخنوق بسم الغاز على الكُبري أنا المضروب بالخرطوش على ظهري أنا المجني عليه واليوم بقيت جاني واللي قتلني برئ وعيونه نكراني خرجوا الديابة من السجون أحرار وأنا لسة محبوس في أكفاني