11 سبتمبر 2025

تسجيل

حماس أكبر من أن تقامر أو تتآمر بين عباس ودحلان !

03 نوفمبر 2016

محمد دحلان - القيادي المفصول من منظمة فتح الفلسطينية - كان أحد أهم ركائز هذه المنظمة وسلطتها في الانقلاب على الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حماس بالأغلبية عام 2006 قد صرح أخيرا بأن "حماس جاءت بإرادة شعبية - يقصد للحكم – وأن فتح رفضت تسليمها الحكم ، لذلك لجأت للسيطرة بالقوة نتيجة الظلم الذي تعرضت له .. وأقول: دحلان يؤكد بهذا التصريح رواية حماس التي أصرت عليها منذ تلك الفتنة، وأنها لم تلجأ للحسم العسكري إلا بعد أن عجزت عن كل مسعىً للتصالح؛ فإن كان لعباس تصريحات مشابهة في تبرئة حماس واتهام دحلان بالاعتداء عليها وسفك دمائها وأمنها؛ فإن على كل فتحوي يؤمن بالوطنية الفلسطينية جامعا مشتركا أن يرجع بالتمحيص والتدقيق على كل موقف منظمته حتى والأمر بين الرجلين خلافات واتهامات، فالرجلان يتحدثان كصانعي أحداث وليس كمحلليْن ومراقبين.ولكن الذي على دحلان ومن يدززونه إلى التفاهم مع حماس أن يفهموه هو أن مشكلته لم تبدأ معها بكلمة لتنتهي بكلمة يقولها؛ ولم تبدأ بإغلاق المعبر حتى يكون فتحه ليومين إضافيين سببا في مصالحة معه؛ ولكنها مشكلة مع كل الشعب الفلسطيني منذ اليوم الذي بدأ فيه التنسيق مع رئيس أركان جيش الاحتلال في هلسنكي عقب اتفاق أوسلو بقليل وما قام به على أثر ذلك كأسوأ ما يمكن أن يقوم به أحد تجاه أهله وشعبه وقضيته بالأخص في 1996 حيث قطع أوصال الود وأهان الكرماء وأساء للشرفاء وزرع الكراهية في قلوب الناس وحوّل مقرات الجهاز الأمني الذي تولاه لمسالخ تعذيب لم تشهد مثلها عصور الظلام الأوروبي. يبدو أن حماس في نظر دحلان مجموعة دراويش تخدعهم الألفاظ المزينة أو يبحثون عن لحظة رضى منه، وأنه قادر بذلك على عقد مؤامرة سوداء ضد "عدوه اللدود عباس" على طريقته في عقد المؤامرات والتدسس بها لنوال ولاء أو دعم أو تسويق .. ولم يتنبه إلى أن الانقلاب الذي أراده عليها قد صيّرها تنظيما شرسا فطنا وأخرجها عن سليكة السلمية والتسامح التي وصلت أحيانا – أو بدت هكذا – أسيرة لأجهزته ومنظمته وسقوفها المنخفضة !أما إن كان السؤال ( هل يعني هذا أن حماس لن تتفاهم مع دحلان بالمطلق ؟ ) فبقراءة واقعية لمنطق الضرورات والخيارات ومنطق الفقه السياسي الإسلامي الذي تؤمن وتتعامل به حماس يمكن القطع بأنه إن تقدم لها بمشروع إستراتيجي يجمع بين المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المسلحة ومشروع سياسي ورؤية مفصلة عنه وصار هو الخيار الأقل سوءا فلن ترده لا وفاء لعباس ولا خوفا منه – من عباس - وهو الذي لم يدع فرصة للإساءة لها ولمعاداتها إلآ اختطها وخطط لها .. وحماس تفهم أن القرارات السياسية ليست دائما خيارات وتعرف أن الثوابت السياسية هي في الدوافع الأساسية وفي مقاصدها النهائية وليس في الواقع والوقائع والمخرجات التي تخضع للظروف والممكن والمقايسات أكثر من ثوابت الفقه.آخر القول : لن يغري دحلان حماس بفتح المعبر يوما أو أياما للتآمر على عباس ، بقدر ما أن عباس هو الآخر لن يجد عند حماس أوراق لعب ضد دحلان .. فالساحة الفلسطينية مشبعة بالمؤامرات وحماس بقيمها الدينية والوطنية أكثر جدية من أن تقامر أو تتآمر أو تناور في ذلك.