17 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس ، تحدثنا عن درس حياتي لا احد يشك في أهميته ، وكان محوره الثقة وأهمية الحفاظ عليها في علاقاتنا الإنسانية ، والحذر كل الحذر من أن تهتز لأي سبب من الأسباب ، فإن اهتزازها أو هدمها ، يعني صعوبة إعادتها مهما كانت المحاولات ، لأن شروخاً ستبقى في جدران الثقة ، مهما طال الزمن .. نكمل اليوم الحديث عن الدروس الحياتية ، بدرس ثان يوصي بحفظه المجربون، ويتمثل في خلق العفو أو غض الطرف عن إساءة الآخرين إليك.. هذا الخلق الرفيع الراقي في الوقت ذاته ، لا يتطلب عقلاً كبيراً وصدراً واسعاً فحسب، بل يتطلب تدريباً شاقاً على كيفية أدائه في وقته ، لماذا ؟ لأن العفو عند المقدرة هو فعل وليس قولاً.. إن العفو، خلق رفيع راق لا يصل إليه أي أحد بالسهولة التي يمكن أن تتصورها، بل الأمر يحتاج الى ضبط النفس وتدريبها عليه عبر تجارب ومواقف حياتية عديدة .. هذا درس حياتي عميق نحتاج إلى بحثه ومذاكرته كثيراً وبشكل مستمر. مما قيل عن تجارب ودروس الحياة أيضاً ، إنه لا يجب عليك تغيير الأصدقاء بين كل حين وآخر إن وجدناهم قد تغيروا.. لماذا ؟ لأن التغيير أمر طبيعي وقانون حياتي وسنة كونية، يخضع له الجميع، أحياءً وجمادات، والتسرع في اتخاذ قرار تغيير الأصدقاء يجب أن يكون من بعد دراسة التغييرات التي هم تعرضوا لها، ومراعاة ذلك وبشكل منصف ومنطقي. إن الدخول في مشروع بناء صداقة مع الغير، شبيه بعملية بناء الثقة، بل إن بينهما صلة كبيرة وتداخلاً عميقاً، فالأمر يحتاج إلى فترة طويلة لكي تثق بشخص لكي تتخذه صديقاً، وإن قرار تغييره ليس سهلاً في غالب الأحوال، وإن غياب العقل في مثل تلكم المواقف العظيمة التي تتخذ فيها القرارات المؤثرة في حياتنا، نتائجه غير سعيدة في غالب الأحوال، فهكذا تقول مدرسة الحياة ، وما أعظمها مدرسة .