16 سبتمبر 2025

تسجيل

الأوقاف و"جوامع العزيزية"

03 نوفمبر 2014

قبل التحدث عن مشكلة سكان منطقة العزيزية مع "هدم جامع" وإغلاق آخر، نود الإشارة إلى جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فى كل قطاعاتها وهى معروفة للجميع وتستحق كل التقدير على ما تؤديه من دور عظيم فى هذا القطاع الإنساني والإسلامي المهم، والأهم هو بحث سبل القضاء على أزمة سكان منطقة العزيزية الذين فوجئوا بهدم الجامع الواقع مقابل مصلى العيد بالمنطقة، وقطع الكهرباء عن جامع ثان وهو جامع الأنصاري، ورغم أن الهدم للجامع الأول جاء لتطويره، إلا أن عملية إعادة بنائه تسير كالسلحفاة، الأمر الذي يحتاج إلى تسريع عملية إعادة البناء ليعود أكثر من 300 من المصلين إلى جامعهم الذي كانوا يصلون فيه فرائضهم اليومية، فى حين كان يصل العدد فى صلاة الجمعة إلى ما يقرب من 1500 مصل، لحيوية موقع الجامع ووجوده بمنطقة تجارية وحيوية وكثرة البيوت بالمنطقة من حوله.بعد الجامع الأول، فوجئ المصلون بجامع الأنصاري وبدون سابق إنذار بقطع الكهرباء عن الجامع، ليحرم أكثر من 3 آلاف مصل من الصلاة فى الجامع الذي كان يرتاده المصلون من كل حدب وصوب، للتزود بالعلم والمعرفة والاستمتاع بخطبة الجمعة لفضيلة الشيخ موافي العزب، للاستفادة من علمه الغزير وفقهه الواسع، وقدرته على ربط الحاضر والمستقبل بماضي الإسلام العريق، وتمكنه من الوصول إلى جميع النفوس والعقول لمختلف الجنسيات، وحتى كتابة هذه السطور لم يتغير حال هذا الجامع، ليواجه سكان العزيزية أزمة خانقة بسبب قلة الجوامع والمساجد فى منطقتهم واضطرارهم إلى التوجه لجوامع ومساجد بمناطق مجاورة، وهى معاناة يعيشها سكان العزيزية بسبب قلة الجوامع والمساجد رغم كثرة قاطنيها، وبدلاً من زيادة الجوامع والمساجد فى ظل كثرة السكان وزيادة أعدادهم، تم هدم جامع وإغلاق آخر بنفس المنطقة... فأين يذهب المصلون وخصوصاً فى (صلاة الجمعة)؟عندما تم إغلاق جامع الأنصاري، ذهبت لأصلي في جامع (حصة السويدي رحمها الله) في العزيزية، قرب الشارع الرئيسي مقابل (اسباير زون) فإذا بصلاة الجمعة تنتهي في الساعة 11.35) صباحاً (، علماً بأن صلاة الظهر في باقي أيام الأسبوع تنتهي في هذا الجامع في تمام الساعة 11.50) صباحاً)، والسؤال الذي يطرح نفسه وطرحه البعض بالفعل إذا كان خطيب صلاة الجمعة ليس لديه إلا أسطر قليلة وخطبة قصيرة فلماذا لا يتأخر في الصعود على المنبر؟ بدلاً من خروجنا من الجامع ومازالت الخطبة قائمة فى أغلب جوامع ومساجد الدولة، وفي الجمعة التالية ذهبت إلى نفس الجامع مبكراً جداً، واستمعت إلى خطبته وانتظرت أن يقول: قال الله تعالى في كتابه العزيز فلم يقل!! وانتظرت أن يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يقل!! ولم يذكر سوى ابن باز أو ابن عثيمين (رحمهما الله) والسؤال هنا هل نأخذ الدين الإسلامي من الكتاب والسنة ومن الأصول وأمهات الكتب والمجتهدين الأوائل، أم نأخذ ديننا من اللاحقين الذين لم يمض على وفاتهم مائة سنة؟أتمنى أن تقوم إدارة المساجد بمتابعة الخطباء الشباب؟ حتى لا يفتوا بما لا يعلمون لقلة خبرتهم ومعرفتهم، ويتركون العلم الأصيل والمصادر الأصلية والسلف الصالح ويلجأون إلى اللاحقين لدرجة أن بعضهم ذكر في خطبته أن السفر حرام، وأن هناك سفرا شرعيا وآخر غير شرعي، وبعضهم يفتي بأن الذهاب إلى المجمعات الاستهلاكية حرام فمن أين أتوا بهذه الفتوى؟ إن خطباء الجمعة يتوجب أن تتوافر فيهم الثقافة الدينية العالية، فإذا لم يتوافر مثل هؤلاء فلا مانع أن يقرأ للحاضرين مما جاء في الكتاب والسنة أو تتم استضافة خطباء الجمعة من الخارج كما يحدث في جامع محمد بن عبد الوهاب (ويعمم هذا المنهج على جميع المساجد والجوامع في البلاد)، والله من وراء القصد.