20 سبتمبر 2025
تسجيلالقادة لا تصنعهم أقوالهم وإنما أفعالهم.. والقائد لا يصبح قائداً بشهادة حسن سيرة وسلوك من البيت الأبيض أو البيت الأسود ولا من البيت الأحمر أو الأصفر وإنما يخرج من رحم شعبه.. والقائد لا يستمد شرعيته من وعود أو آمال معلقة في الهواء وإنما يستمد هذه الشرعية من شعبه عندما يحقق لهذا الشعب الحلم الوطني والقومي الذي يتطلع إليه هذا الشعب. والقيادة ليست ترفاً أو مزاجية وليست متعة ذاتية وإنما هي معاناة وجهد دؤوب ومتابعة لهموم وقضايا الشعب وإنجازات على أرض الواقع تترجم طموحات وآمال الشعب. وحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني استحق هذه القيادة من خلال أفعاله قبل أقواله ومن خلال جهده ومثابرته لخدمة شعبه والشعب العربي، فقد استطاع هذا القائد بفضل من الله بمساندة ومبايعة شعبه الوفي أن يجعل التاريخ يقف طويلاً أمام دولة قطر ليسجل وبكل فخر واعتزاز تلك الإنجازات منذ عام 1995 وحتى عام 2010 عندما تم تصنيفها كما أكد سمو الأمير واحداً من أفضل خمسة اقتصادات في العالم، لهذا فإن مقال اليوم هو محاولة للإجابة عن سؤال سمو الأمير حفظه الله ورعاه.. "أين كانت قطر وأين أصبحت"؟ ولقد أجاب سموه على هذا السؤال المهم وبالأرقام عندما قال وذكر بالأيام الصعبة التي مرت بها دولة قطر عندما اضطرت للدخول في مجازفات كبرى حين كان الاقتصاد القطري في ركود في بلد ينتج 300 ألف برميل من النفط يومياً. وذكر سموه أن دولة قطر اضطرت لاقتراض المليارات من الدولارات للدخول في مشاريع كبرى هي مشاريع الغاز والبتروكيماويات وتوسيع وتحديث حقول النفط. وللإجابة عن سؤال سموّه فقد أكد أن نسبة الديون الحقيقية عام 1995 كانت 43.6% من مجمل الدخل القومي لدولة قطر.. أما في عام 1998 فقد وصل الدين كما أشار سموّه إلى 111% من مجمل الناتج. اليوم أصبحت قطر وبفضل من الله ثم بتلك الرؤية الصائبة الثاقبة والتي قبل من خلالها سمو الأمير التحدي الأكبر أصبحت رائدة في اقتصادها وتجاوزت كل الصعاب وكل التحديات لأن سموّه حفظه الله قبل التحدي فأصبح دين قطر 23% فقط من الناتج القومي وهي نسبة قليلة بالمقاييس الاقتصادية لدولة منفتحة على العالم كما قال سموّه. ونبقى في سؤال عنوان المقال الذي طرحه حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى ونسأل كيف كانت قطر وأجاب سموّه بالقول: كان مجمل الناتج المحلي في قطر 29.6 مليار ريال.. وكيف أصبح اليوم يؤكد سموّه أيضاً أنه وصل في عام 2010 إلى 463.5 مليار ريال أي أنه تضاعف 16 مرة.. ودخل الفرد كيف كان يقول سموّه: كان عام 1995م، (59728) ريالاً، وأصبح عام 2010م، (272733) ريالاً، وهي أعلى نسبة في العالم. هذه إجابة على سؤال سمو الأمير المفدى بالأرقام وهذه الأرقام لا يمكن أن تتحقق لولا تلك السياسة الحكيمة لقائد حكيم ولولا الرؤية الثاقبة لقيادة تملك قدرة من التحدي وقبول تحديات المستقبل بكل ثقة واقتدار ولولا أن هذه القيادة استمدت شرعيتها من شعبها وكان الشعب معها عوناً وسنداً لطموحها الكبير، فأنجزت لهذا الشعب هذه المشاريع الضخمة والعملاقة لينعم الشعب القطري بالخير والازدهار والتقدم. إن هذه الانتصارات في مجال الاقتصاد والتنمية وهذا التطور والتقدم الذي تحقق وتشهده دولة قطر يشهد أن قيادة سيدي الأمير المفدى نجحت في قبول التحدي وتمكنت بفضل من الله، ثم برؤيتها وتخطيطها السليم من الوصول بدولة قطر إلى مصاف الدول المتقدمة وهذا لا يمكن أن يتحقق أيضاً لولا أن هذه القيادة أدركت بحسها الوطني والقومي ماذا يريد الشعب واستجابت لإرادته قبل أن يقول لأنها تدرك أحلام وتطلعات هذا الشعب فاختارت هذه القيادة الطريق الديمقراطي وكانت سباقة في هذا المجال، فجاءت حرية الكلمة ورفعت الرقابة عن الإعلام.. ثم خطت خطوات ديمقراطية أخرى ومنها انتخابات المجلس البلدي ودخول المرأة في هذه الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً.. وأقرت الدستور الدائم للبلاد.. وبالأمس زف لنا أمير الديمقراطية خبراً أثلج صدور الشعب القطري والشعب العربي بإجراء انتخابات مجلس الشورى في النصف الثاني من عام 2013. هكذا هي دولة قطر الآن.. وهذه إجابة على سؤال قائد المسيرة.. أين كانت دولة قطر وأين أصبحت.