19 سبتمبر 2025
تسجيليحق لنا أن نتحدث عبر هذه السطور عن بعض المناقب والمآثر لعميد الدبلوماسيين العرب سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الذي فقدته الساحة الخليجية والعربية بل والدولية وغيابه عن المشهد السياسي سيترك بعض الفراغ الذي نحتاجه اليوم عن أي وقت آخر. وما من شك أن لسموه – طيب الله ثراه – بعض الخصال التي عرف بها خلال مشوار حياته الطويل في العمل الدبلوماسي كانت بمثابة نقطة تحول في مسيرة كيان مجلس التعاون على وجه الخصوص.. إذ كان حريصاً أشد الحرص على استمراره وعدم تهميشه مهما كانت الصعاب والتحديات، لأنه البيت الوحيد الذي يجمعنا شئنا أم أبينا. وقد كانت أزمة الخليج الأخيرة المحك الرئيسي لبقائه، لأنها المحك والاختبار الحقيقي لمحاولة حل الأزمة بقيادته وأخذه زمام الأمور لحلها مهما بلغت النتائج، لأن المجلس مصدر وحدتنا إلى الأبد حتى لو اختلفنا فيما بيننا.. فدول المجموعة الأوروبية تتفق وتختلف ولكنها في نهاية المطاف تتفق على الصالح العام رغم أي اختلاف. من الأمور التي ما زلت أتذكرها عن مناقب الشيخ صباح الأحمد هو حبه لقطر وللشعب القطري في كافة الظروف.. ومن المواقف التي مرت علي - شخصياً – هو تشريف سموه في عام 2008 م لحفل تخريج الدفعة الجديدة من طلبة أكاديمية سعد العبدالله للدراسات الأمنية وحينها حضرت الحفل في الكويت برفقة والدي – اطال الله في عمره – مع أشقائي وبعض المقربين والأصدقاء بمناسبة تخرج شقيقي الأصغر الرائد مطر بن صباح الكواري رافعين العلم القطري وسط الجمهور الذي حضر الحفل بكثافة شديدة.. ومن حسن الطالع أن يصافح سمو الشيخ صباح أخي مطر ويسلمه درع التفوق وسيف المركز الأول على مستوى الكلية وفي الحفل في حصوله على نسبة 94 % من بين كافة الخريجين.. وقد كان المشهد لا يكاد يوصف من فرحتنا وسعادتنا بأن يكون الشيخ صباح هو الذي كان على رأس الحضور وتسليم درع التفوق لأخي. الأجمل في هذا الحفل كله انه بعد انتهاء تكريم الطلبة الذين تخرجوا في ذلك اليوم، استقل سمو الشيخ صباح سيارته الخاصة ومر على منصة الجماهير، فرفعنا العلمين القطري والكويتي معا تحية لسموه، فالتفت إلينا عندما رأى ذلك المشهد قائلا: " مبروكين يا أهل قطر.. تستاهلون ".. وهذه الكلمة ما زلنا نتذكرها ونتذكر محبته لقطر وشعبها منذ تلك الأيام حتى رحيله بالأمس.. عليه رحمة الله. ◄ كلمة أخيرة: المآثر والمناقب لصباح الأحمد لا ولن تنسى.. ومن خدم أمته على أكمل وجه يستحق منا لمسة الوفاء هذه.. فإلى جنات الخلد يا حكيم الكويت وأمير الإنسانية وصاحب المبادرات السياسية الخلاقة لأجل وحدة الخليج والعرب. [email protected]