قيل عن الأيام

أعوام ترحل وأعوام تأتي، وأيام تمضي وساعات تنقضي، وتسارع عجيب في الأيام، وكل ذلك من أعمارنا، وأيامنا تنقص يوماً بعد يوم، ولحظة بعد لحظة، ففي الأيام سرور وحزن، وسعة وضيق، ويسر وعسر، وهدوء وضجيج، وقوة وضعف، وصفاء وجفاء، ونشاط وفتور، وأمل وألم، وأمن وخوف، وغنى وفقر.. وهكذا الأيام لا تكون على حال واحد. وأحسن ما يُزين هذه الأيام الرضا بأقدار الله سبحانه وتعالى، وشكره على نعمه، والثقة به، والتوكل عليه حق التوكل، وكما قال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله " الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل ". فمن روائع ما قيل عن الأيام:- *عن سلمة بن عبيد اللهِ بن محصن الخطمي، عن أبيه – وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزت لَهُ الدُّنْيَا ". فتأمل... * إنا لنــفــرح بالأيـــامِ نــقطـعــهــا وكلُّ يومٍ مضى يُدني من الأجل فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الرِّبح والخسران في العمل * قال الحسن البصري رحمه الله " يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك". فتأمل... وقال كذلك رحمه الله " الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه ". فتأمل... * قال ابن الجوزي رحمه الله " اعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل :(وتلك الأيام نداولها بين الناس)، فتارة فقر وتارة غنى، وتارة عز وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي وتارة يشمت الأعادي... ". فتأمل... * قال ابن مسعود رضي الله عنه " ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي " فتأمل.... * قال بعضهم رحمهم الله "من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه ". فتأمل.... * قال سفيان الثوري رحمه الله " من لعب يعمره ضيّع أيام حرثه، ومن ضيّع أيام حرثه ندم أيام حصاده ". فتأمل...." ومضة " ودعنا العام الهجري 1437 واستقبلنا العام الهجري الجديد 1438، ونسأل الله الكريم أن يجعل هذا العام الهجري عام خير وأمن وأمان واستقرار خاصة على سوريا والعراق واليمن وليبيا وعلى جميع بلاد المسلمين، وفكاً للحصار الظالم على أهل غزة.