19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل الذكاء والغباء واقع فعلاً، أو معيار نسبي يطغى على مجاميع شعوبية مليونية؟ من يمثل الشعب الذكي؟ هل هم المثقفون ذوو الشهادات العليا أم الوجهاء والأغنياء؟ هل المباني الشاهقة والشوارع المعبدة والخدمات الإلكترونية دليل على ذكاء الشعب ورقيه؟. الذكاء الاجتماعي، ويعني الأمـان الاجتماعي، وتعريفه لا يحتكر بقوانين أو ببنود معينة، ويمكن أن يكون على مستوى شعوب ومجموعات أو أسر أو ربما أفراد، وهو ثوب فضفاض مبتسم تمكن إطالته وتقصيره وطواعيته لانصهار أبناء المجتمع الواحد فوق التراب الواحد والمستنشقين الهواء الواحد، لكن تحقيقه بنجاح يشترط وجود سيد البنود، وهو قانون المحاصصة الاجتماعية باحترام، فالذكاء هنا يشير إلى التكيـف الناجح والانصهار بسلام واحترام وسلاسة، بغض النظر عن العرق والدين والثقافة والمال، وبغض النظر عن الطبقية المدنية الحديثة "عامودية أو أفقية"، فكلما زاد التنوع التركيبي وتلازم وتوازى معه الانصهار زاد معيار الذكاء رقياً داخل الأسرة الواحدة ثم ينعكس تلقائياً على كل المجتمع، فنحصل على مجتمع ذكي باحترام أعضائه وأفراده لبعضهم البعض، حتى لو كان الشعب فقيراً فقراً مدقعاً. الغباء الاجتماعي، ويعني العنجهية الاجتماعية للجاهلية الأولى، وهي إقصاء الآخرين وسبي وجني حقوقهم وحصتهم الاجتماعية، وغلبة الأكثرية "عدداً وثقافة ومادة وإدارة" على الأقلية المستضعفة، ونهاية هذا المجتمع فاشلة وعادة لا تدوم، وحتى لو دامت تبقى في نزاع وتضعضع فكري واجتماعي وربما أمني، ثم تنتهي وتبقى ذكرى، وأعضاء هذا المجتمع متخلخل من داخل أسره. وأخيراً النفاق الاجتماعي، ويعني اجتماعيا مقنعا، أي أن معظم أعضائه منافقون ومجاملون في تعاملاتهم مع بعضهم البعض، ولا يوجد بينهم قلب مفتوح، فيظهر الفرد للمجتمع أو لفرد آخر احتراما للمصلحة البحتة، أو المجموعة لمجموعة أخرى، وفي الوقت نفسه تحاول أن تقصيها في ميادين اجتماعية أخرى بمجرد انتهاء وقت المصلحة والمنفعة المطلوبة، وربما تـتـنازل عن ذاك الإقصاء على حساب أفراد آخرين، ومقابل من يدفع اجتماعيا أكثر، وهذا النوع ينطبق في حالات الأفراد، كأن نرى فرداً يعيش بين مجتمعه حياة اجتماعية مقنعة بـ(نفاق اجتماعي مصلحي مؤقت)، فيسرح ويمرح في محافل الحياة خلف الطريق الدسم المليء بالدهن والعسل، لكن باطن النفاق الاجتماعي طاغٍ وظاهر على سلوكه وأمره مفضوح حتى لو اختبئ.