15 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى متى؟

03 أكتوبر 2012

في خريف العمر يتذكر أحدنا الماضي البعيد. أتذكر مثلاً بعض الكتب التي كانت تباع وتحمل عناوين مثيرة، كيف تتعلم الانجليزية، الفرنسية، الإسبانية، والصينية في سبعة أيام، أو كيف تتعلم الملاكمة والمصارعة في سبعة أيام، تلك المرحلة مرت وبقيت في الذاكرة صور وعناوين تلك الكتب. في واقع الأمر، فكرت لماذا لا أعرض على السيد "عمت عينه" أن يؤلف كتاباً بعنوان "كيف تكون نصاباً" ذلك أن السيد "عمت عينه" يتميز بقدرات خاصة، وشهرته قد طبقت الآفاق، فهو معروف في وطنه ومن سوء حظنا فقد التحق بوظيفة مهمة في إحدى الوزارات المهمة. ولأن بوطبيع ما يجوز عن طبعه، ولأن الكذب والنصب والاحتيال جزء من نسيجه ويتغلغل في مسامه فهو حتى الآن يمارس دوره دون حياء أو خجل. يملك وجهاً صفيقاً. ومع أن المسؤولين يعرفون تاريخه الأسود، سواء في وطنه الأم أو هنا. إلاّ أنه يخرج لسانه للكل. وطوال فترة وجوده سرق ما سرق، ولكن دون أن يترك الدليل وإذا انكشف الأمر، فسوف يتحمل وزر كل شيء ذلك المواطن المسكين، هل أصبح النصب والسرقة سهلاً ويسيراً، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يعمم تجربته عبر كتاب، فكرت في الأمر ثم اكتشفت هل هو مجنون حتى يقوم بمثل هذا الأمر، إن "عمت عينه" قد خلع برقع الحياء. ويملك القدرة الخارقة على الادعاء والكذب والتدليس، وهو جامعة في النصب. يفعل الأعاجيب دون أن يكون بمقدور كائن من كان أن يمسك بتلابيبه!! وفي وطنه سألني أحدهم عنه. فقلت لا أعرفه وشرح ذلك المسؤول تاريخه العظيم في النصب والسرقة. ولأن ذلك لا يخصني. فقد تجنبت الأمر لعدة اعتبارات، لأنني لا أملك الدليل في تلك الفترة، ولأنه ألعبان يلعب بالبيضة والحجر، مثل هذا النموذج يعيش ويضحك على كل الذقون وقد يحلق ذقوننا وشواربنا جميعاً دون أن نشعر بذلك، فهو قد جلب على خفة اليد. والأدهى والأمر أنه يمارس هذا الدور ويدعي عند الآخرين أن بعض المسؤولين شركاء ويقتسمون معه. وأنه مجرد وسيط مغلوب على أمره. ونظراً لحذره الشديد فهو لا يترك أثراً فقد سمعت الكثير من الشكاوى عنه وعن ألاعيبه. ومع هذا فهو يخرج لسانه للجميع. ذلك أن جذوره ممتدة من وطنه إلى وطني. وهو خير نموذج للنصب والاحتيال. من هنا فكرت لماذا لا يكتب عملاً يشرح فيه عبر العديد من الفصول، كيف تحقق أحلامك أو "إذا كان فيك خير الحقنى" أو "ألف مثلك ما يقدرون عليّ" وهناك المئات من العناوين التي تؤكد على أن النصب والاحتيال مدرسة لا تقبل إلاّ مثل هذه النماذج الشاذة. وهؤلاء يرتعون في خيرات البلد. وغداَ عندما يرحل سوف يقول ما قاله أحدهم "هذا بلد هواؤه فاسد. والسوس ينخر فيه ولو بقيت لأصبت بالجنون". أمثال هؤلاء وبال على الوطن. وأمثال هؤلاء لابد أن يقدموا للتحقيق. ولكن المؤسف أن هؤلاء يملكون القدرة على التلوين. وما على المواطن سوى الحسرة. وسلامتكم.