28 أكتوبر 2025

تسجيل

إلى إستاد ثاني بن جاسم

03 أكتوبر 2012

يوم السبت الماضي، وهو في طريقه لحضور مباراة الغرافة والعربي في الجولة الثالثة ضمن منافسات دوري نجوم قطر، غيّر ابن شقيقي "جاسم" رسالته الشخصية على حسابه في البلاك بيري فكتب "إلى إستاد ثاني بن جاسم". أرسلت له رسالة من جهازي قلت فيها مداعبا "ليس من جدوى ذهابك للملعب.. ففريقكم خسران لا محالة!"، ولكن أثنيت على وقوفه وراء فريقه المحبط لجماهيره، رغم أنه لم يعرف طعم الإنجازات منذ 15 سنة، أو أكثر. يبلغ جاسم – أطال الله في الصالحات عمره - الآن 19 سنة، فهو من مواليد 1993، وعندما حقق العربي آخر بطولة له في الدوري في الموسم الكروي 1996 - 1997 لم يتجاوز الأربع سنوات، علما بأنه في ذلك الموسم قد حقق العربي أيضا بطولتي كأس سمو ولي العهد، وكأس الاتحاد.. ومن ثم غاب عن منصات التتويج في البطولات الكبيرة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الغياب.. فلا أمل يلوح في الأفق في السنوات القليلة المقبلة. جاسم، ومثله الكثير من جماهير العربي سواء من هم في عمره، أو من هم أصغر منه، بل حتى أولئك الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات.. أستغرب! كيف يشجعون ناديا لم يعاصروا إنجازاته؟ وما هو السر في هذا العشق الذي يصل أحيانا إلى درجة الجنون؟. جماهيرية النادي العربي ما زالت كبيرة، ولم تتأثر بسقطات النادي في السنوات الخمس عشرة الأخيرة. وأرى أن غياب إنجازات الأحلام، كما يحلو لعشاقه أن يطلقوا عليه، في كرة القدم قلل فقط من نسبة حضور جماهيره إلى الملعب لمتابعة مبارياته في مختلف المنافسات، لكن لم يقلل أبداً من شعبيته الجماهيرية الجارفة أسوة بنادي الريان، القطب الجماهيري الآخر في قطر. وأعتقد أن هذه الجماهيرية والشعبية الجارفة التي يتمتع بها الفريق هي فعلا سر قوة النادي العربي، وهي المعين على صموده واستمراريته. لكن، ألا تستحق هذه الجماهير من يلتفت إليها، ويروي ظمأها في التتويج ببطولة ولقب كبير؟ في الموسمين الماضيين حقق العربي بطولة كأس الشيخ جاسم، وهي بطولة تنشيطية، لكن الجميع لمس كيف أضفى فريق الأحلام بصمته الجماهيرية على هذه البطولة عندما خاض نهائيين متتاليين على ملعب إستاد الدوحة وفاز بهما.. فكيف لو فاز هذا الفريق ببطولة كبيرة إذن؟. تعاقب على إدارة النادي العربي خلال عقد ونصف أكثر من مجلس إدارة، وكلها اجتهدت في إعادة ترتيب أوراق فريق كرة القدم، لكنها لم تصب نجاحا.. تعاقدت هذه الإدارات مع العديد من اللاعبين الأجانب، واستقطبت لاعبين محليين، واستقدمت أفضل المدربين العالميين والمحليين.. دون جدوى.. ولا أعرف سر إخفاقات النادي في هذه اللعبة تحديدا، ومثلما قال الأخ محمد عبداللطيف، رسام الكاريكاتير في الزميلة الراية في إحدى تغريداته على حسابه في "تويتر" إن العربي "مات كرويا". أنا على يقين أن النادي العربي قادر على العودة، فهو ما زال قادرا على تفريخ نجوم محليين، ولديه الآن فرق جيدة في الفئات السنية، لكن مشكلة هذا النادي الأكبر هي استمرار هجرة لاعبيه إلى فرق أخرى. وشخصيا، أرى أن علة العربي هو في استغنائه عن مواهبه الذين يبدعون بشكل لافت مع فرقهم التي ينتقلون إليها، ويجوبون الملاعب عرضا وطولا في المباريات، ومعظمهم حققوا إنجازات كبيرة مع فرقهم. بعد خسارة العربي أمام الغرافة يوم السبت الماضي، استغنى النادي عن مدربه "لو شانتير" في نسخة كربونية لما يحدث في كل موسم كروي. ومع استمرار مثل هذه القرارات، إلى جانب هجرة اللاعبين والمواهب ستمتد الإخفاقات لسنوات أخرى.. فهل سيستمر "جاسم" وغيره من مشجعي العربي في مؤازرة هذا الفريق؟!