28 أكتوبر 2025
تسجيلمنذ فترة طلبت الأستاذ محمد عبدالسميع المسؤول بخطوط مصر للطيران للمساعدة في نقل مساعدات عينية خيرية معفاة من رسوم الوزن لبعض دور الأيتام سيوصلها مسافرون متبرعون، رحب الرجل واستعد أن يكون ممن يشتركون في هذه الخدمة الخيرية الجليلة، شكرته، ثم تشعب الحديث وصولاً إلى ضرورة الحرص وعدم الإفراط في حسن النية الذي قد يكون سبباً في "كارثة" لا دخل بها لإنسان أراد خيراً فانقلب عليه والعياذ بالله شراً، وأسرد هذه الحادثة للقارئ العزيز كرسالة تحذير خاصة مع من لا نعرفه، يقول أستاذنا محمد: مازال في خاطري حكاية ذلك الشاب، كان محاسباً يعمل في أبوظبي، تعرف على شلة أغدقت عليه ألوانا من الرعاية، فبدلت حاله من كراهية للغربة ورغبة في العودة إلى حالة من الانسجام مع حياة الاغتراب التي بدت محتملة وقد وجد بشراً يسألون عنه، ويسايرونه، ويعتنون به، منهم سيدة عمل معها، وبعد وقت قصير أحب البلد وذابت غربته فيه تماماً وقد أحس أن له أهلاً يغدقون عليه من المحبة والحنان كما تلاشت رغبته في قرار العودة إلى وطنه الذي كان قد اقتنع به تماماً. المهم، أحب البلد، اخلص في عمله، وتفانى في خدمة أصحابه الذين أشعروه بدفء الحياة بفضل طيبتهم معه وثقتهم به، عندما حان موعد أول سفرة إلى وطنه أعطته السيدة التي يعمل معها حقيبة لإيصالها إلى ذويها أوصلها بالفعل وقبل أن يعود من وطنه بعد إجازته إلى أبوظبي حمّله ذوو السيدة حقيبة ليوصلها إليها، تسلمها، تفقد ما فيها، وجد بعض الأطعمة ومستلزمات شخصية، في المطار بعد تفتيش الحقائب، فوجئ بالقبض عليه بعد أن عثر المفتشون على علبة (سمنة مبرشمة) وبداخل السمنة (كيس مخدرات)، حاول أن يشرح أن الحقيبة ليست له وأنه تسلمها ليوصلها لصاحبتها لكن شيئاً من هذه الشروح لم يُجدِ فقد دخل الشاب في قضية مخدرات، صدر ضده فيها حكم بعشر سنوات سجنا ليخسر عمره، ومستقبله، وأسرته، وسمعته، وكل شيء في لحظة حسن نية لم يأخذ فيها حذره! بعد هذه الحكاية التي أقدمها للانتباه أفهم الآن تماما هدف التحذيرات الموجهة للمسافرين بعدم ترك أوزانهم المقررة لهم على تذاكر سفرهم للغير ليستفيدوا من الوزن المقرر مع يقينهم بأنهم يقدمون خدمة أو معروفاً لأصحاب الوزن الزائد الذين يشق عليهم دفع قيمة الوزن الزائد، وأصبح جلياً الآن أنك إن أعطيت وزن تذكرتك لأحدهم فإن حقائبه أصبحت فورا حقائبك، أنت المسؤول عنها بكل ما قد يترتب على ذلك من مفاجآت، أنت قطعاً في غنى عنها، بل قد لا تحملك ما لا طاقة لك به من مشاكل لم تكن تخطر حتى بخيالك، نعم الحرص واجب خاصة مع من لا نعرف، مطلوب الحيطة والحذر، اعقلها وتوكل، وهذه في الحقيقة مناسبة كي أزجي كل الشكر والتقدير لأجهزة الشرطة المسؤولة عن ضبط وإحباط محاولات كثيرة لتمرير مخدرات هدفها الأول تدمير الشباب وإغراقه في هوة الضياع. * * * * * طبقات فوق الهمس * أسعدني جداً أن يخرج إلى حيز التنفيذ ما ناديت به منذ سنوات في (مرافئ) بضرورة مقاطعة تجار (هل من مزيد) لتبور بضاعتهم، كما أسعدني تجاوب السادة المسؤولين مع ما اقترحته منذ بدأ منشار الغلاء ينشرنا بضرورة إعلان أسماء من تثبت إدانته في قضايا مخالفات تضر بالناس كالبيع لسلع منتهية الصلاحية كاللحوم، وألبان الأطفال، والزيوت، وفي التنزيلات الوهمية، والتخفيضات الصورية وكل الانتهاكات التي يزيد السكوت عنها استفحالها، شكراً للسادة المسؤولين على المتابعة والإجراءات الصارمة فقد فاقت زيادة التجار للأسعار أي حد إنساني. * شكراً جزيلاً للدكتور محمد المسفر الذي انفرد بمقاله الأسبوعي بضرورة جبر خاطر المقيمين الذين يعملون بتفان وإخلاص في بلد أحبوه واخلصوا له ولو بزيادة بسيطة تعينهم على غلاء توحش جداً جداً جداً. * شكراً وتقديراً لأميرنا المفدى الشيخ حمد بن خليفة الذي تكرم بتعليم طفل واحد بالمدارس المستقلة للأسر التي تعجز عن دفع رسوم جميع أبنائها. إنسانيات * كل الدنيا لن تغنيك عن صديق وفيّ يحفظك في حضرتك وغيابك. * لقاء الأصدقاء الأوفياء هو دائماً لقاء السحاب. * يخطئ من يتصور أن صداقات (التيك أواي) قادرة على الحياة والتنفس، إنها صداقات عمرها قصير، إذ الصداقة الحقيقية ليست لقاء على غداء أو عشاء وينفض، وما هي رحلة إلى هنا أو هناك سرعان ما تنتهي، وما هي جمعة في فرح أو مناسبة ثم يتفرق المجتمعون، الصداقة رباط عظيم وثيق من الحب الواصل إلى آخر غرف القلب، وبتعبير أدق الصداقة رباط أقوى من الحب يرفع الصديق الوفي إلى مرتبة قرابة الدم، يعرف من جرب. * مواقف الحياة الصعبة قد تؤلمنا لكنها بدون شك تعلمنا. * إذا كان بقربك صديق مخلص حقاً فقد امتلكت كنز الكنوز وصدق شاعرنا المبدع عندما قال: سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد مخلصا * ثمة إحساس في قلبك لا يخطئ يدلك على الأوفياء.