19 سبتمبر 2025
تسجيلتحدثت الشورى عن نفسها بكل حرية وجرأة وعزة ووضوح، فقالت: أنا لستُ شعارات تُرفع، بل عمل وجد وبذل وعطاء من أجل الإنسان والوطن والأمة. وأنا كلمة مبثوثة في القرآن الكريم لها البعد التعبدي، وجعلني من القيم الإنسانية الإسلامية العالية، ورتب على من عمل بي أجراً ومن أزاحها عن حركة الحياة وعطلها العقاب. وأنا فريضة إسلامية ولي مكانة في التشريع، فيجب العمل بي، والأخذ بي يؤدي إلى إصلاح المجتمع والأمة. وأنا قيمة حركية منذ عهد النبوة وفي مسيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم صُنَّاع الحياة، لم يتخل عني أبداً ولم أغب عن الساحة في مسيرة حياتهم. وأنا لستُ وظيفة تشريف لمن يحملني، بل أنا وظيفة تكليف ومسؤولية وأي مسؤولية. وأنا قيمة إنسانية مارسها الإنسان على مر العصور كل على طريقته وأعرافه وتقاليده. وأنا لي صفات كالعلم والأمانة والقوة والخبرة والكفاءة والفاعلية والمبادرة. وأنا لا أنجح ولا أستمر إلا في أجواء من الحرية بضوابطها الشرعية. وأنا لستُ رسوماً ولا أشكالاً ولا مناصب ولا وجاهة. وأنا إن غيبتُ عن الحياة وحركتها جاء الرأي الواحد والضياع. وأنا "منهج حياة ومنهاج تفكير وتدبير، ومنهج علاقات ومعاملات"، ولا يستغني عني أحد. وأنا "سلوك والتزام. سلوك من الرعية، والتزام من الراعي". وأنا أتبادل وجهات النظر مع آخرين في موضوع ما لاستخراج ما هو أقرب إلى الصواب، فأنا تعاون وتناصح وعزم وعمل. وأنا عامل من عوامل تكوين الرأي العام وإنضاج فكره، وتسديد الرأي الرشيد، وتحريك التنمية الناهضة في كافة المجالات. وأنا أساعد على القضاء على السلبيات واللامبالاة التي يُعاني منها بعض أفراد المجتمع. وانا أُعلّم من يمارسني أن يعيش للمجتمع وللوطن وقضاياه ومشاريعه حاضراً ومستقبلاً، وإذا لم يكن لك في هذا نصيب حي فاعل، فأنت عني ببعيد، فانتبه!. وأخيراً.. واشوقاه إلى صاحب الشورى وحامل رايتها في مساحات الحياة، فعلى قدر مشاريعك ومبادراتك الفاعلة، وهمومك الناهضة، يتمناك الرجال ويهتف بك المجتمع ويناديك. فكم في الشورى من مشاهد وتكاليف وحياة!. فيا صاحب الشورى اصنع منها أحاديث وأشواقاً وأفعالاً يذكرك بها الناس ويثنون عليك!. "ومضة" إذا أرادت أمتنا أن يكون لها المكانة في هذا العالم فعليها بثلاثية المكانة "الشورى: الحرية، وبالحديد: القوة، وبالقلم: المعرفة". [email protected]