15 سبتمبر 2025

تسجيل

 فرج – قصة الحب والعبودية ملحمة من الماضي القريب (2)

03 سبتمبر 2018

عبر "فرج" يقتحم الساحة .. كاتب وفنان وباحث .. يستحضر الماضي القريب . ويقدم واقع المنطقة .. ويطرح ما ارتبط بتلك الفترة من صور تجسدّ الظلم الاجتماعي، التهميش سواء ما كان مرتبطاً بالرجل أو المرأة ودورها في المجتمع. والأهم ان هذا الكاتب الفنان يقترب من بعض المحظورات. ولكن لأننا نعيش في مجتمع يمنح المبدع حق التعبير بعيداً عن الحساسيات أو تكبيل فكر المبدع عبر اطر كانت تغلف واقعه قديماً . فإن محمد علي عبدالله يعري واقع من يستغل الدين لغايات. ومن أجل مكاسب دنيوية. أو يطرح ما يمثل نموذجاً للاستعانة بالآخر. أما نموذجه الأميز "فرج" فهو تجسيد حقيقي لمعنى الانسانية. كان بمقدوره ان يسبب الاذى للآخرين أو ينتقم ولكن مع هذا لم يسبب الاذى للآخر. كان الدين الذي تغلغل في مسامه يمنعه بحق ان يكون دأبه الانتقام . عبر تاريخ الرواية العالمية أو العربية. كان الأسر موضوعاً محبباً . وكانت العبودية وتكبيل الحريات تمثل صرخة الاحتجاج على واقع الانسان الذي يولد حراً. ولكن يتحول مع الاسف الى بضاعة. ما زلنا نتذكر صوراً من تلك المآسي. عبر تاريخ الانسانية منذ اقدم العصور. هل هذا الاطار تيمة قديمة؟. اعتقد ان الاجابة بالايجاب .. فما زلت اتذكر "ستيف ريفز – بطل كمال الاجسام الامريكي" وقيادته لثورة العبيد في روما القديمة. في فيلم حمل اسم "سبارتا كوس" وكيف جسد الفيلم طغيان سادة روما على العبيد. وامتد الامر مع المسلسل الامريكي "الجذور وكونتا كونتي" رائعة الكسي هيل .. ورحلة الانسان المسالم من افريقيا وممارسة السخرة عليه في امريكا. وكيف كانت الصرخات عبر تلك النداءات التي تحولت الى ايقونة عند الزنوج "انا عندي حلم" عندما صرخ مارثن لوثركنج كما ان هذه التيمة مع تعدد روافدها قد دعتني الى استحضار موضوع صديق جدي "كادو" عبر نص "الأسير" والتي قدمت عدداً من المرات هنا في وطني قطر أو خارج قطر . "كادو" كان عماً لوالدتي .. وكان جزءاً من العائلة. لذا فقد كان استحضاره جزءاً من العرفان لجيل ساهم بدور في هذا المجتمع . واصبح جزءاً من هذا المكان . أما الكاتب – محمد علي عبدالله – فإنه عبر فرج .. هذه الرواية الملحمية المأسوية فهو لا يطرح فقط نموذجه الحكائي هباءً .. لا .. انه يستحضر الماضي كما اسلفت. ويعري الواقع المزيف .. الواقع الذي غلف حياة الانسان البسيط . عالمه محصور في عالم البحر والغوص .. ومن ثم لا يجني سوى الفتات . نعم هذه التيمة عالجها مراراً وتكراراً المبدع الكبير – النوخذا عبدالرحمن المناعي – منذ ام الزين . ومن ثم ساهم الكاتب المسرحي الفنان حمد الرميحي . ذلك ان الماضي الذي يتم استحضاره ليس اطاراً للتسلية ولكن صرخة لما سوف يأتي والأجمل ان استحضار الماضي القريب . ليست حكايات تروى . في الاماسي . أو سردا ينتظره الاحفاد من الجدات .. لا .. لذا فإن نصاً مثل "شاهنده" يستحضر ما كان .. وهذا النص لم يلحقه نص آخر لذات المؤلف .. اما الكاتب السوداني الكبير عبدالعزيز بركة ساكن فقد لامس هذا الموضوع في عدد من الروايات ويكون بذلك قد غاص في صلب هذه المضامين. مضامين العبودية والاسر. ولعل روايته "سما هاني" صورة أخرى لمعاناة امثال "فرج" الذين يقعون في حبائل الاسر والرق .