13 سبتمبر 2025
تسجيلمن حق دول الحصار أن يكون لها موقف من قناة الجزيرة.. ذلك أن هذه القناة قد نفضت الغبار عن الواقع الإعلامي في فترة وجيزة من عمر الزمن.. وغيرت بحق من واقع إلى واقع آخر.. مازال الآخر يعيش في ذات الإطار، ومازالت الصرخات عبر الميكرفون والنباح منهج العديد من وسائل الاتصال عندها. كان من المفترض أن يكون الأمر مغايراً مع الوسائط الحديثة، لكن مازال بعض المساكين من خدام الميكرفون والكاميرا والصفحات الصفراء يتعامل مع العقلية القديمة. الجزيرة كانت بحق صرخة في وجه التخلف الإعلامي، ولذا فقد حركت المياه الراكدة، لكن الآخرين في أمس الحاجة إلى قرون عدة كي يفهموا دور وأهمية الإعلام، وكيفية مخاطبة الآخر، ولذا فإن منهجهم مازال يعتمد على فكرة عفا عليها الزمن.. ودون مواربة أو خجل نجدهم يتعاملون مع الواقع بفكر أكل عليه الدهر وشرب. إحدى القنوات مثلاً مازال بعض خدام الميكرفون والشاشة يخاطبون المتلقي مثل ذلك الخطاب قد وجد صدى ذات يوم، فالفضاء المفتوح الآن يقدم خطاباً آخر.. أحدهم ينبح ليل نهار.. وعبر ثقل دم، وسماجة يقدم مجموعة من أكاذيبه حول قطر.. وطن النور والحرية.. ودون حياء يقدم شهوده.. يا سيدي.. الآن مثل هذه الأمور لا تنطلي على أحد. أصبح الطفل الصغير يفرق بين الكذب والدجل والحقائق. نحن بلد الشمس.. وهل بمقدور أحد أن يحجب أشعة الشمس؟ والله ضحكت وأنا اسمع مثلاً عبر إحدى القنوات من دول الحصار أن الجيش التركي (يحس) الطرق في قطر، والمؤسف أن القناة لا أدري من أين أتت ببعض السيارات وادعت أن الوضع سييء للغاية.. أو أن الشعب القطري قد خرج بمظاهرة ضد الحكومة.. أي حكومة؟ لا أدري.. نعم الشعب خرج عن بكرة أبيه.. رجالاً ونساءً وأطفالاً.. من مواطنين ومقيمين يهتفون باسم القائد تميم المجد.. قائد وطن يحتل مكانة تحت الشمس.. شمس الحقيقة والعزة.. شمس الحرية.. والتحدي وعدم الانهزام والاستسلام.. شمس الكرامة، ولكن ماذا نقول.. ومازال الآخر يدور في فلك مخاطبة جماهيره بهذا الإطار الهش.. يا سيدي.. لقد عفا الزمن على هذه الخطابات.. وأصبح المواطن العربي من المحيط إلى الخليج على وعي بما يدور في هذا العالم الصغير.. الكبير بواسطة إعلامه.. والمؤسف أن الآخر مازال يعيش على امداد.. ما من ولي إلى غير رجعة. نعم.. من حقهم أن يجدوا في الجزيرة بركانا من الحقيقة.. وصرخة من وجوه.. التخلف.. وأن يكون لهذه القناة سلطة بث الوقائع والحقائق دون خوف من أحد لأن للحقيقة ألف ألف وجه.