16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذكرت صحف إندونيسية، إن المواطن مباه غوثو، سيبلغ عمره هذا الأسبوع 146 سنة، أي أكبر معمر بالأرض، وإنه يتمتع بصحة جيدة، وليس فاقدا للوعي أو الذاكرة، لكن مشكلته الوحيدة، إنه وسط مجتمع هو في نظرهم "غريب" وكأنه قد أتى من كوكب آخر، فالوجوه مختلفة، والأفكار مجنونة، والأكل مختلف، وأبناء غير الأبناء، وناس تمشي وكأنها تكلم أنفسها، وأصبح الناس ينامون بالنهار، والغداء عند منتصف الليل، والعشاء قبل شروق الشمس، وما أزعج المعمر غوثو، إن تلك الأجهزة "بنات الشيطان" كما سماها، قد جلبت الشر للبيوت، فحدثت المشاكل بين الأزواج والأبناء، وقطعت الزيارات بين الأرحام، ودمرت العلاقات الاجتماعية، واستبدلتها بضغطة "زر". صديقنا المعمر يطلب الله كل يوم أن يقبض روحه ويريحه، لكن لا فائدة، فهو حي يرزق، ويمشي ويأكل وينام ويتكرر المشهد يوميا، وتلك عادة يمارسها في بيته الواقع بإقليم جاوة الوسطى، فيواظب يوميا على الاستماع للإذاعة عن شعوب هو بعيد عنهم مسافة قرن من الزمان ! بالإضافة إلى ذلك فهو لم يعد قادرا على مشاهدة التلفاز بسبب ضعف بصره، والحقيقة إنه لا يحبذ ذلك، فالناس غير الناس، والحياة غير الحياة، والدول غير الدول، والسياسة غير السياسة، فأصبح بدوامة، ويعيش كل لحظة حالة "الغـربة".مع ذلك فهو يتمشى بظهره المحدودب مستعينا بعكاز في باحة منزله، وحسب الوثائق الرسمية، فإن مولده حدث عام 1870م، ويوحي كلامه بأنه نفض يديه من الدنيا ولم يعد يريد منها شيئا، وقد بدأ استعداداته للموت قبل عشرين سنة، لكن أمنية واحدة هي كل ما يريد أن تتحقق "فقط أريد أن أموت".يبدو أن صاحبنا قد سئم فعلا من هذه الحياة، وأن كل الناس لم تعد بحاجة إليه، وإنه عالة على الدنيا، وقيل إنه اشترى كفنه وحدد مكان قبره لكن الموت لم يأت بعد، فما رأيك أخي القارئ: تتمنى الموت فلا يأتيك، فما هو شعورك عندما تجلـس وسـط أهلـك وأصدقائـك، وتكـون في نظرهـم أنت الغـريـب ؟