18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نائب رئيس بلدية القدس المحتلة الصهيوني دوف كلمنوفيتش، يطالب حكومته، بحماية اليهود الصهاينة الذين اعتادوا اقتحام بيت الله الحرام بالقدس، من تكبيرات الله أكبر التي تطلقها المقدسيات وحجارة الأطفال المرابطين هناك. خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى نحو محموم، لم تتوقف الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، ما جعل المدينة المقدسة واحدة من أكثر البؤر التهابا في الساحة الفلسطينية، ليس في محيط المسجد المبارك وحسب، بل في شوارع بلدتها القديمة وأزقّتها أيضاً. هل تبدو صرخة كلمنوفيتش في مقالته التي نشرتها صحيفة (يسرائيل هايوميم) قبل أيام، استغاثة كما في ظاهرها، أم أنها دعوة واضحة لسلطات الاحتلال للمباشرة بعد إقرار التشريع القانوني في الكنيست، البدء فعليا بتنفيذ مخطط التقسيم المكاني والزماني لبيت المقدس، وبالتالي تهويده وأسرلته، أم تنطوي على دعوة لاستنفار أدوات القتل الرسمية كي تستعيد إجرامها الذي لم يتوقف يوما، بطرق وأساليب جديدة ومختلفة؟. كلمنوفيتش هذا أعاد التذكير في مقالته بما حدث في الانتفاضة الأولى، "يقصد انتفاضة أبطال الحجارة" فيقول: "زعماؤنا في حينه، وعلى رأسهم وزير الدفاع إسحق رابين الراحل، لم يشخصوا ولم يفهموا ماذا يحصل على الأرض حقا ولم تتناسب ردود فعلهم مع المسيرة وتأثيرها الاجتماعي على المجتمع الإسرائيلي"، ويستطرد كيف أرغم رابين في إصلاح خطئه في معالجة الانتفاضة الأولى "بالتوقيع على اتفاقات أوسلو التي انهارت". يقول العارفون ومنهم فلسطينيون يقطنون بجوار المسجد الأقصى، وبالتالي يرون بأعينهم يوميا كل مظاهر وتفاصيل خطة التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، إنها وصلت إلى مراحل متقدمة، يعمل على إدارتها مجاميع هندسية من حزب الليكود يطلقون على أنفسهم اسم (منهيجوت يهوديت)، أي القيادة اليهودية للمشروع، ويتزعمهم نائب رئيس الكنيست موشيه، حيث وصلت إجراءات سلطات الاحتلال إلى حالة من الخطر وتجاوزت الخطوط الحمراء بمنع كافة المصلين والسدنة والطلاب، نساء ورجالاً، من دخول المسجد وباحاته من فترة الصباح حتى الظهيرة، وهو إجراء غير مسبوق، مقابل السماح لقطعان المستوطنين والأجانب بدخولهم لساحات المسجد الأقصى في نفس الفترة، مما يشير إلى محاولة فرض مشروع التقسيم الزماني المبرمج من قبل حكومة المستوطنين على المسجد الأقصى. هذه الإجراءات الإسرائيلية الجديدة في مسلسل الاستهداف المتواصل للمسجد الأقصى، ولعموم المدينة المقدسة، تشير إلى قدر من التسارع باتجاه تكريس واقع الهيمنة على ما يعرف بالمربع المقدس الذي يوجد فيه المسجد وقبة الصخرة. أيا ما يكن الجديد في ملف استهداف المدينة بالاستيطان ومسجدها بالتهويد، فإن المسلسل ليس في وارد التوقف، والنتيجة هي أن الإسرائيليين بكافة مكوناتهم المجتمعية والسياسية وحاخاماتهم يتوحدون خلف ملف ما يطلقون عليه جبل الهيكل، وأي حديث عن مواجهة المخططات الصهيونية بالصراخ والمفاوضات ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لن يكون ذا قيمة، إلا بوحدة فلسطينية على قاعدة المقاومة الشاملة دون قيد أو شرط. محتلو القدس الذين بكل ما لديهم من سطوة وقوة وجبروت، يستغيثون من أطفالها، فيما تذهب أصوات استغاثات أهل بيت المقدس سدى في فضاء مليار ونصف المليار مسلم، كلهم يؤمنون بالقرآن الكريم، الذي خلد بيت المقدس إلى أبد الدهر في آيات خصها بالذكر تحديدا، كمسرى لنبيهم ومعراجه إلى السماوات العلى. نعم، ملأنا الدنيا صراخا وعويلا على أنظمتنا الرسمية طوال عقود مضت ولا نزال لنستنهض الهمم، كي تتحرك لإنقاذ الأقصى، بينما عصابات الاحتلال الصهيوني تتحول من مرحلة الاعتداءات الممنهجة المتدرجة إلى مرحلة التنفيذ الفعلي للسيطرة على ثالث الحرمين الشريفين، لينتهي الأمر بأن يلحق المسجد الأقصى المبارك بمثيله الحرم الإبراهيمي الشريف وليلقى المصير ذاته.. وإلى الخميس المقبل.