11 نوفمبر 2025
تسجيلكما ودعنا المدارس والكراسات والكتب المدرسية والرحلات والزيارات، الآن تفتح أبواب المدارس من جديد، فالعودة للمدارس قد ينتظرها البعض بروحٍ معنوية عالية، بينما يتملل منها البعض، فنرجو من طلابنا تجديد الأفكار وتحقيق الآمال والأحلام.وقد يذهب بعض الطلاب إلى مدارسهم على مضض حيث إنهم مغلوبين على أمرهم، فكيف حالهم وهم ذاهبون إلى مدارسهم؟ وهنا يجب علينا كآباء بعث روح النشاط وغرس قيمة أهمية الدراسة في أولادنا وبناتنا والابتسامة في وجوههم صبيحة أول يوم تفتح فيه المدارس أبوابها للطلاب، علينا بتهيئتهم خصوصاً الصغار منهم، والبعض من الطلاب يحبذ البقاء في الفراش ومواصلة النوم الذي تعودوا عليه، فمن الضروري تشجيعهم مسبقاً وإغرائهم بفوائد المدرسة من قراءة وكتابة ورسم وممارسة رياضة ومقابلة الأصدقاء وتغيير روتين الجلوس في البيت، فيجب استدراجهم وتحبيبهم وترغيبهم بدلاً عن الصراخ وتعنيفهم، وبمجرد انتهاء اليوم الأول يعود كل شيء لطبيعته.إذن المعاملة الحسنة والابتسامة لصغارنا صبيحة أول يوم دراسي يعد أمراً مهماً يؤثر إيجاباً في صغارنا وهم ذاهبون إلى مدارسهم، ولنتجنب الصراخ عليهم في أول يوم ونحن نعرف ثقل أول يوم مدرسي على صغارنا، فهم يحبون أن تستمر الإجازة فترة أطول، فلنعانقهم ونحببهم في مدارسهم أفضل من أن نحتقرهم ونعاقبهم، وقد يعتقد الكثيرون أن ضرب الطفل عند ارتكابه لأي خطأ أو تمرده على الدراسة هو أفضل الوسائل لتربيته التربية الجيدة، ضاربين بعرض الحائط أن ذات الطفل الذي تمت معاقبته قد يؤدي به هذا العقاب إلى خلق ردود أفعال سلبية لدى الطفل، وسرعان ما يتحول هذا التصرف إلى كره وعداوة للأسرة كلها، نعم قد لا يحب الطالب بيته ولا مدرسته نتيجة ذلك التصرف، مما يجعله يبقى لفترات طويلة خارج البيت ويلجأ إلى رفاقه في كل صغيرة وكبيرة بدلاً من استشارة والديه وأهله بالمنزل.فعلينا ألا نزرع الكراهية في أولادنا بعزوفهم عن الذهاب لمدارسهم، فهم في قبضتنا طائعين منقادين ملتزمين، ما دمنا إليهم أقرب، أحاسيسهم مرهفة وأحاديثهم مشوقة وتعاملاتهم محببة.إن أسأت إليهم اليوم، ففي الغد ينسون وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة، ذلك لأن قلوبهم بيضاء لا تحمل على أحد، وبتعاملنا اللطيف معهم يعطونا كامل مشاعرهم حباً واحتراما وتعلقاً، فلنتعلم منهم نحن الكبار، ونكتسب منهم فن التعامل ونأخذ منهم نقاء القلب وصفاء النفس.نرجوها أن تكون مرحلة تعليمية جديدة لعامٍ جديد دون النظر إلى المنغصات والعثرات والملل المدرسي، هكذا يمكننا النجاح في مراحلنا التعليمية، صحيح قد تكون بداية العام الدراسي ثقيلة وصعبة لبعض الطلاب، ولكن بالإصرار والعزيمة والتحمل يمكننا اجتياز فترة بداية العام الدراسي بنجاح، وسرعان ما تكون الأمور عادية بعد الأسبوع الأول، فالنجاح يُولد من رحم المعاناة لتحقيق النهضة التعليمية في وطننا الحبيب ولتحقيق الرسالة التعليمية حتى نعتلي اعتلاء خطوة النجاح.نعم بعد أيام قليلة ستحضر الأمهات مع أولادهنَ المستجدين في الصف الأول الابتدائي إلى مدارسهم ليخففوا عنهم الرهبة، ولكن المنظر المؤثر حينما يحضر اليتيم إلى المدرسة منفرداً وقد أرسله أبوه الأرمل ثم ودعه وقلبه يحمل كل الشفقة عليه، فيبكي مرتين: بكاء الرهبة وبكاء النظرة إلى الأطفال الآخرين مع أمهاتهم. فطوبى لمعلمة لماحة، جهزت بعض الجوائز والهدايا فضمت هذا اليتيم إلى كنفها، ومسحت على رأسه فخففت معاناته، ورسمت البسمة البريئة على شفتيه الصغيرتين.