15 سبتمبر 2025

تسجيل

بين ما استطعتم وما لا تستطيعون أيها الانقلابيون (2)

03 سبتمبر 2014

ما كل ما يتمناه الإنسان يدركه، فهناك القليل الذي يستطيعه الطغاة، والكثير الغفير مما لا يستطيعونه؛ لأنه ببساطة بيد الله الواحد القهار ومن ذلك نستكمل الجزء الثاني لما عرضناه في الحلقة الأولى: 15. استطاعوا استمالة وإغراء شياطين علماء السلطة وعملاء الشرطة، لكن لا يستطيعون أن يمنعوا عنهم لعنة الله في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159).16. استطاعوا الركون على الأوامر العليا من سادتهم السيسي والصهيو أمريكان، وأولياء نعمتهم في الخليج، لكن لن يستطيعوا جوابا عندما يصرخون: (رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا) (الأحزاب: من الآية 67 و68)، فيأتي الجواب قطعيا: (لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) (الأعراف: من الآية 38)، حتى الشيطان سيتبرأ منهم، قال تعالى: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أم صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأمر إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (إبراهيم:21-22).17. استطاع الضباط والجنود أن يختالوا بأنواع السلاح والعتاد، وأن يتحركوا في كبر وخيلاء أمام السلميين، لكنهم لا يستطيعون أن يمنعوا من في قلبه ذرة كبر من دخول النار: (لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبرٍ) رواه مسلم، وقال تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) (النساء: من الآية173)، وقوله تعالى: (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) (الأحقاف: من الآية20)، وقوله تعالى: (مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) (الأعراف: من الآية48).18. استطاع الإعلام تشويه وتلطيخ صورة الشرفاء، وتجميل وجوه الفلول والخونة والقتلة، وجعلوا من البلاك لوك مواطنين شرفاء، والبلطجية أهالي، والصهاينة جيران، والنبي صلى الله عليه وسلم وصّى على سابع جار، ويكون أمثال عكاشة ولميس وعائلة أديب، و.... نجوما على الشاشة بالليل والنهار، وكانوا كما قال تعالى: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)(الواقعة:82)، حتى صار شعارهم عكس كرام العرب "أخشى أن تؤثر عني العرب أني كذبت مرة"، لكنهم لن يستطيعوا دفع وعيد الله لهم عشرات المرات: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (المرسلات:15)، وقوله تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60)، وما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (...، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ، لا يُلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنَّمَ) ولا يستطيعون أيضا أن يملكوا قلوب الناس مهما زيفوا وشوهوا عقولهم فحتى الرسول صلى الله علي وسلم قال له ربه: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص:56)، وقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ قلوبَ بَني آدمَ كلَّها بينَ إصبَعينِ من أصابعِ الرَّحمنِ كقَلبِ واحِدٍ، يصرِفُهُ حيثُ يشاءُ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: اللَّهمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتِكَ، وفي النهاية لن يستطيعوا أن يقفوا أمام إرادة الله: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد: من الآية 17).19. استطاعوا أن يسلبوا كل خزائن مصر، وأن ينهبوا خيراتها وعرق أبنائها، وأن يأخذوا عمولة الانقلاب والقتل والحرق والاعتقال والتشويه من حرامية الخليج، لكنهم لن يستطيعوا أن يمنعوا عنهم قوله تعالى: (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة:35)، وقوله تعالى: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:55)، وما أورده الترمذي صحيحا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّهُ لا يربو لحمٌ نبتَ من سحتٍ إلَّا كانتِ النَّارُ أولى بِهِ).20. استطاعوا أن يختلسوا أموال المعتقلين وأرصدتهم، ويهدموا ويحطموا بيوتهم وشركاتهم، لكنهم قطعا لا يستطيعون إغلاق: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذاريات: 22)، ولن يمنعوا هداية وتفوق أولادهم وصلابة وعفة نسائهم، لأن الله يرعاهم، والشيطان يرعي بيوتهم.21. استطاعوا اقتحام البيوت، وتفتيشها تفتيشا دقيقا، لكنهم لن يستطيعوا أن يمنعوا أن تحدِّث عنهم يوم القيامة، لقوله تعالى عن الأرض شاهدة: "يومئذ تحدث أخبارها، بأن ربك أوحى لها" (الزلزلة:4،5)، ولن يستطيعوا أن يمنعوا عن بيوتهم الفيروسات والميكروبات والشياطين، وسيحرمون البركة في أي شيء في بيوتهم، بل وستلعنهم كل ذرة من ذرات بيوتهم، بينما سجينهم ينام قرير العين في زنزانته الصغيرة منتظرا قوله تعالى: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق: من الآية 7).22. قد يملكون سلاح الطيران والآلي والأربيجيه والخرطوش، لكن لا يستطيعون امتلاك سلاح الإيمان وهو أقوى من آليات ومجنزرات المجرمين كما قال تعالى عن سحرة فرعون الذين تغيروا: (فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طه: من الآية72و73)، ولا يستطيعون أن يغيروا العقائد بالإكراه، قال الشيخ القرضاوي: ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط ضع عنقي على السكينلن تستطيع حصار فكري ساعة أو نزع إيماني ونور يقيني فالنور في قلبي، وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعينيإن كان بعضكم لا يؤمن أن هناك سؤال القبر والملكين والبعث والنشور والحشر والنشر وتطاير الكتب والصراط والميزان والجنة والنار فاعملوا شيئا واحدا: "قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران: من الآية 168).يا قوم هناك قانون واحد هو قانون الله تعالى الذي "يحكم ما يريد"، و"بيده الملك وهو على كل شيء قدير"، "وإليه يرجع الأمر كله" علانيته وسره، وقانونه الأبدي: (فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم: من الآية 47)، ونُشهد الله أنهم من عتاة الظالمين، بل أكابر مجرميها، ونثق في انتقام الله منهم ونصر المؤمنين، كما اختصر الصراع بين الحق والباطل أواخر سورة هود في قوله تعالى: (وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ* وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ * وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأمر كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (هود:121-123).