10 سبتمبر 2025
تسجيلهناك إهمال كبير من عدد لا بأس به من الآباء والأسر تجاه أبنائهم فيما يتعلق بالتعليم ومتابعة التحصيل العلمي، فمن منا يا ترى اقدم على تخصيص يوم في الشهر مثلا للذهاب الى مدرسة أبنائه والسؤال عنهم، تعليميا وسلوكيا وأخلاقيا؟ من منا يقوم بمتابعة ابنه وسؤاله ماذا اخذ في يومه الدراسي؟ من منا يسأل عن الواجبات التي كلف بها ابنه كل يوم؟ من منا يجلس مع زوجته ويتابعان معا مراجعة أبنائهما لدراستهم؟ من.. من. للأسف الشديد ان البعض من الآباء لا يعرف ابنه في أي صف دراسي، بل البعض لا يعرف في أي مرحلة ابنه يدرس، وهذه حقيقة وليس الأمر مبالغاً فيه، فهناك آباء يضعون مستقبل أبنائهم العلمي في آخر أولوياتهم، ففي الوقت الذي لا ينسون فيه صفقة تجارية، أو جلسة مع أصدقائهم، أو سهرة يومية مع القريب والبعيد، باستثناء أبنائهم بالطبع، في هذا الوقت، لانجد في المقابل اهتماما مثل ذلك بالأسرة والأبناء، ولا نجد حرصا على إيجاد حلقة تواصل، وفتح قناة حوارية مع الأبناء. هناك العديد من مديري المدارس والهيئة التدريسية تشتكي من قلة الآباء الذين يترددون على المدارس للسؤال عن أبنائهم، بل أحيانا يصل الأمر إلى قيام المدرسة بطلب الأب للحضور في مناسبات مختلفة ولكن لاتجد من يستجيب إلا القلة القليلة، بل يصل الأمر إلى أنه في بعض الاحيان يتم فصل طالب لأمر ما، ويشترط لعودته حضور والده أو ولي أمره، ولكن الأمر يستغرق عدة أيام حتى تتم العملية، لأن سعادة الوالد غير متفرغ للذهاب الى مدرسة ابنه والسؤال عن الاسباب الحقيقية التي دعت إلى فصله من المدرسة. اجتماع مجلس الآباء، كم عدد الذين يحضره من الآباء وأولياء الأمور على الرغم من أن موعد الاجتماع قد تم إبلاغه مسبقا إلى الأب، ولكن لا تجد استجابة كبيرة وفاعلة مع تطلعات المدرسة، وإذا ما حضر الأب لمثل هذه الاجتماعات فانه سرعان ما ينصرف بانتهاء الاجتماع وربما قبل الانتهاء بدعوى ارتباطاته الخارجية مع جهات أخرى، وأثناء الاجتماع يكون كالذي تجلس على الجمر، ينتظر متى تأتي ساعة الخلاص، وخلال الاجتماع تراه مستمعا فقط، دون أن يكلف نفسه بالسؤال أو محاولة معرفة واقع ابنه، إنما وجوده لا يختلف كثيرا عن الطاولة أو الكرسي الذي يجلس عليه! نادرا ما اسمع من الذين التقي بهم من مديري المدارس او المدرسين ان هناك تجاوبا معهم من قبل الأسرة - والأب تحديدا - فيما يتعلق بمتطلبات التعليم أو الواجبات المدرسية أو التفاعل الايجابي مع المدرسة. نحن بحاجة الى تكامل بين المنزل والمدرسة من أجل مصلحة الطالب، نريد تواصلا من قبل الأسرة، من قبل الاب، وعدم الانتظار أو التسويف أو القاء تبعية ذلك على المدرسة، أو تبرير التقصير بظروف الحياة ومشاغلها العديدة، والتي تتطلب متابعة اولا بأول، على حساب متطلبات الأسرة وعلى حساب الأبناء، فلا يمكن للمدرسة أن تؤدي دورها على أكمل وجه دون تعاون جاد من الأسرة، لذلك من المهم أن يخصص الأب وقتا في يومه وأسبوعه وشهره من أجل أبنائه، ومن اجل متابعتهم علميا ودراسيا. كل الاعذار غير مقنعة، وكل التبريرات التي يسوقها البعض منا غير حقيقية، ونحاول أن نقنع بها أنفسنا في سبيل استمرار تجاهلنا لأبنائنا في مدارسهم، وعدم متابعتهم دراسيا. ان قيامنا بزيارة أي مدرسة للسؤال عن أبنائنا لا يستغرق وقتا طويلا، ولكن القضية هل أبناؤنا بالفعل حاضرون على صدارة الأجندة اليومية في حياتنا ام انهم يأتون حسب الظروف المتاحة، وحسب الارتباطات الاخرى لدينا؟