11 سبتمبر 2025

تسجيل

أزمة الشك والثقة 

03 أغسطس 2018

متى نثق ومتى نشك؟ الشك والثقة كلمتان متضادتان في المعنى والوصف وتحملان وصفا تعبيريا في مواقف حياتية متنوعة، تفسر لنا مفاهيم الثقة والشك ومتى نستخدم الثقة ونؤمن للآخرين، ومتى نشك وينتابنا شعور بعدم الراحة والإحساس بالأمان، ولماذا نشك، وما هي أسباب شكنا وبمن نشك؟ ولماذا نثق في الآخرين، وكيف نثق وبمن نثق؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأذهانكم، ولربما لو نحصر الأشخاص وعلاقتنا بهم، ونحدد لمن نوجه السؤال، لاستطعنا أن نصل إلى الإجابات المناسبة، والحلول المنطقية لإصلاح أزمة الشك وتحويلها إلى ثقة.  في البداية يجب أن نؤمن بأن هناك علاقة روحية عظيمة لا يجب مطلقاً أن يخالطها شك، وهي علاقتنا بالله عز وجل، وأنه مهما مرَّ بنا من ابتلاءات ومصائب، فإنها أقدار خيرة وذات فوائد ومنافع، فقد تأتي بعض الفرص على هيئة مصائب، ولربما لن تفطن لنتائجها إلا بعد مرور سنين، وستقول في نفسك "سبحان الله لو ما صار لي ذاك الموقف ما كنت الحين انا في حالي الحاضر كذا وكذا"، فلو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع؛ لأن الله تعالى يقدر الابتلاء للإنسان بما فيه مصلحته، ولكن الإنسان أحيانا يعترض على القضاء والقدر ولا يعلم أن ما قدره الله تعالى فيه خير له، فلو قدر الله لك أمرا تكرهه ثم كُشف لك الغيب، واطلعت على جميع الاحتمالات، فإنك ستختار ما اختاره الله لك من قضاء وقدر، وكن على ثقة ويقين بأن الله أرحم بك من نفسك.  أما علاقنا بالآخرين وببعضنا البعض، فهي علاقة محددة محكومة بوقت وزمن وصلة تؤثر في طريقة تجاوبنا مع الموقف والظرف، فعلاقتنا مع الوالدين مثلا هي علاقة مليئة بالثقة بأنهم لم يأذونا أو أن يقصروا في حقوقنا في يوم من الأيام هي علاقة مليئة بالحب والود والأمان، ولو حصل شك بعد ثقة مطلقة فلسوف يكون شك بهدف الخوف والحرص وغريزة الحماية الوالدية وليس الكره والبغض.  أما علاقتنا في العمل على سبيل المثال كزملاء ومرؤسين، فهي تحتاج إلى عامل مهم، وهو الوقت والتعارف المناسب لزرع الثقة، ولربما تتزعزع الثقة بين ليلة وضحاها، بسبب موقف مريب أو حديث فتنة أو كيد من أحد الحاقدين، فينقلب التعامل رأساً على عقب، وتدمر نفسية الموظف وتحد من كفاءته بالتشكيك من بعد الثقة والشهامة وإسناد المسؤولية بالاعتماد عليه.  خاطرة ،،،  لو علم الإنسان بنوايا وما في صدور الآخرين، لشك في جميع الناس ولم يثق بأحد حتى الأقربين وزادت الفتن وتآكل الناس وتخاصم بعضهم البعض، فأحيانا حسن نيتنا وثقتنا بالناس وتوكلنا على الله سبحانه هو الخيط الرفيع الذي ينقذنا من الوقوع في ظلمات الشك والكذب والافتراء، والذي لا يدعو لشيء إلا لهلاك وهدم العلاقات بين البشر.