11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ارتبط مفهوم الحرب الإعلامية والنفسية على مر التاريخ بالحكومات الدولية وسياساتها الخفية الغير معلنة والتي تهدف إلى أغراض خبيثة ومدمرة للدول ، ويسعى ارتباط الحرب الإعلامية بالحرب النفسية إلى خلق أزمة عامة على نحو متزايد من خلال شن حملة إعلامية ذات إستراتيجية مدروسة تهدف إلى تهديد ونسف النظام الحالي القائم والتمرد عليه ، وذلك من خلال الدعاية والترويج للأخبار الكاذبة، وبالتالي إثارة الرعب في نفوس الشعب وعامة الناس وتشويشهم وتضليلهم ، ولكن في عصرنا الحالي اختلف الأمر مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي واضمحلال دور الإذاعة والتلفزيون كوسائل حصرية في بث الأخبار والمعلومات. ومن ذلك نستنتج أن الحرب الإعلامية تستطيع أن تولّد “حرب نفسية” على الجمهور ويهدف إلى تعزيز الفوضى وعدم الاستقرار على المستوى النفسي في المجتمع أي أنّها إستراتيجية فعّالة للاعتقاد بأن السرد المضاد للمعلومات غير المؤكدة قد يكون كافيا ومفيداً لتصنيع دلائل جديدة لمعارضة الشائعات المنتشرة، وهنا يتم صناعة خوف العام في كل الحالات نابع من القناعة المبرّرة بأن وسائل الإعلام تخلق حقائق مزورة، ولا تعكس الواقع ببساطة. ما ينبغي تجنبه في المستوى الاجتماعي بالحرب الإعلامية هو التسبب في الشعور بالتهديد، من ناحية أمنية أو من حيث الاستقلالية الإقليمية، وهو ما تحاول جميع الدول المحاربة إعلامياً تجنبه والتصدي له . وتلفت الحرب الإعلامية انتباه الناس إلى جوانب معينة وتهمل جوانب أخرى إذا يتوجب على وسائل الإعلام نقل أحداث العالم دون التحيز لجانب واحد، ويتحمل الصحفيون مسؤولية بالتصريح بالأخبار بقدر متشابه للسياسيين وفي هذه المسألة قدم جيك لينش رئيس قسم دراسات النزاعات والسلام بجامعة سيدني فكرة “صحافة السلام” حيث تنص على اختيار طريقة لكتابة الأخبار بغرض تحسين الأمور على الأرض والتخفف من التوتر المنتشر للمشهد الإعلامي ، وأصبح هذا حاليا رأياً منتشراً في جميع القنوات الإعلامية الحديثة والمحايدة التي تظهر الرأي والرأي الآخر . وهكذا، فإن الأمن والقانون والتنمية هي قوى مترابطة على نحو متزايد مع القوة العسكرية في الحروب الإعلامية ، ويشهد التاريخ بمثال على ذلك عندما اتبع الرئيس السابق جورج بوش الحروب في العراق وأفغانستان استراتيجية “كسب القلوب والعقول” في النضال الأمريكي للديمقراطية في الشرق الأوسط، واتخذت الحكومات على عاتقها مهمة انتشار المعلومات المزيفة مثل ما فعلت الحكومة الأمريكية في حروب العراق وأفغانستان، وفي تداولها مصطلحات مثل “الحروب النظيفة بدون إراقة الدماء” لإخفاء مصالح الأنظمة الحكومية وتوصيف العدو “بالإرهابي” لنزع الشرعية عنه واحتلاله والسيطرة عليه. خاطرة الخطر الأكبر هو أن تستمر وسائل الإعلام في إهمال وظيفتها الأصلية، وتنصت للحكومات المسيسة في بث ونشر الكاذبة ومضللة عن دولة قطر بينما وظيفتها الأساسية توعية المجتمع وإظهار الرأي الآخر بكل حياد ومصداقية .