31 أكتوبر 2025
تسجيلمن المخجل أن تكون مهزوزاً وتتمادى في غيّك بنشر الدجل ولا تجيد لغة الخطاب ومواجهة العقول بالبراهين حديثك بكلام سخيف يعني أنك فاشل ولا دخل لك بالسياسة بل تجيد لعب دور "علي بابا والحرامية الثلاثة" صدق من قال: "إن السياسة قذرة وإنها تتعامل مع الشعوب بأساليب ملتوية، لا تعرف حقيقتها ولا تعرف الخط الذي تسير عليه إلا عبر أصحابها من الأفاقين والدجالين الذين لا يتصفون بالأمانة والذمة وقول كلمة الحق، بل بنشر الأكاذيب عبر وسائل الإعلام تجاه شعوبهم من باب الاستخفاف بهم وبمشاعرهم، وهذا الخط قمة في الدناءة والخسة والابتذال في التعامل مع الآخر دون مراعاة للأخلاق"!. ورجال السياسة في الخليج بالأمس كانوا على قدر من الثقة وتحمل المسؤولية عندما يواجهون شعوبهم، وبخاصة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي – القدامى – وقبل عقود مضت، فحين يتحدث الأمير سعود الفيصل عرّاب السياسة السعودية – مثلا – تجد الكل يستمع إليه بفخر حتى ينتهي من مؤتمره الصحفي، لأنه كان يمتاز بالصدق في كل كلمة تخرج منه في معالجة الأحداث ووضع النقاط على الحروف دون المساس بالأعراف والمبادئ المتفق عليها في السياسة الخارجية، وخاصة ما يتعلق بأقطار الخليج. الله يرحم مجلس التعاون وعندما تأسست منظمة "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" في سنة 1981م، كان الأمل يحدونا جميعا لتحقيق الوحدة الخليجية وبث روح الاطمئنان والسلام بين أهل الخليج، مع التأكيد على وحدة الشعوب وتطلعاتهم أولا والتصدي للتحديات التي تواجههم في تلك الفترة، وقد تحققت بعض الأهداف فيما يتعلق بالوحدة الخليجية والتكاتف في المهمات الصعبة والشدائد التي مرت بها دول المجلس، مثل معالجة الحرب العراقية الإيرانية والغزو العراقي للكويت، وحينها كانت السياسات الخارجية لدولنا متحدة ومتقاربة. أما اليوم ونحن نعيش "أزمة الخليج الثالثة والحصار على قطر 2017م"، فنجد الوضع قد اختلف بمعدل 180 درجة لأسباب عدة، منها تدخل بعض الدول في سياسات دول الخليج مثل تطفل مصر في محاربة إحدى دول الخليج وانضمامها مع عدة دول خليجية في هذه الحرب التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على سوء الحال والقرار السياسي الشاذ الذي سعى لهدم الوحدة الخليجية وعدم الاتحاد في مثل هذه النوائب التي تحدق بدول المنطقة وتسببت في نشر الفوضى والكراهية بين شعوبنا الخليجية بلا مقدمات. انقلاب الموازين فنجد أن الموازين قد انقلبت رأسا على عقب بين دول مجلس التعاون، ونجد كذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت على الخط لشفط ثرواتنا، شئنا أم أبينا، ونجد أيضا أن دولة الإمارات – مثلا – بدأت تلّوح للسعودية بفرض بعض الإملاءات عليها بالقوة، رغم أن مثل هذه الإملاءات تعد تدخلا سافرا في شؤون السعودية الداخلية. التدخل الإماراتي السافر وسبحان الله .. فدول الحصار كانت تتهم قطر في بداية الأزمة بأنها تتدخل في شؤونهم الداخلية، واليوم أصبحت الإمارات هي الآمر الناهي في المنطقة، ويبدو أن تصريحاتها الأخيرة تنبئ عن بعض المخاطر والمخططات والأطماع التوسعية في كل دول الخليج، وهذا السيناريو بدأ يتضح أكثر فأكثر لتحقيق هذه التوجهات وفرضها على الجميع، مع تهميش دولة قطر وإقصائها عن طريق القوة، ولكن هذا المخطط لن ينجح وسيفشل وهو ما زال في مهده بسبب رفض الشعوب للإملاءات الإماراتية بعيدة المدى!. الأدهى والأمر في المسألة أن الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني تحدث بالأمس في اجتماع المنامة وكأنه السيف المسلط على قطر، رغم أن اجتماعهم لم يكن له أي هدف؛ لأن قطر رفضت الادعاءات التي حاولوا فرضها علينا، وهم يعلمون علم اليقين أنهم فشلوا فشلا ذريعا بسبب التخبط السياسي لهم في فرض الوصاية على قطر التي أصبحت هي التي تدير أزمة الحصار بقوة، هذا من ناحية. اجتماع الخيبة ومن ناحية أخرى، فإن هذا الاجتماع استحق أن نطلق عليه "اجتماع الخيبة"، كما ذكرنا ذلك في مقال سبق انعقاد الاجتماع بساعات قليلة، لأن فشل وزراء خارجية الحصار في الوصاية على قطر هو بمثابة مؤامرة كبرى لا تدعو لمكافحة الإرهاب كما يدّعون زورا، بل هذا مجرد غطاء يستخدمونه في تصريحاتهم النارية المفبركة؛ لأن المستهدف من كل هذا الحصار المفتعل هو النيل من الاقتصاد القطري والهيمنة على مقدراتنا وخيراتنا في المقام الأول!. ولهذا فمن المخجل أن يكون وزير الخارجية البحريني مهزوزا في اجتماع الخيبة، حين يتمادى بنشر الدجل عبر تصريحاته المختلقة، وهو في نفس الوقت لا يجيد لغة الخطاب ومهارات الاتصال ومواجهة العقول بالبراهين عبر كلمته المرتبكة كالعادة، لأن تهميشه للشعوب يعني أنه متوتر، فلا يجيد الخطاب السياسي بشكله المعروف، بل يجيد تقمص دور "علي بابا والحرامية الثلاثة" الذين يقفون بجانبه إن صح التعبير!. كلمة أخيرة علق الآلاف من المغردين عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول وزير خارجية البحرين بعد مؤتمر المنامة الفاشل، وقال الكثير منهم إن الوزير "لا يعرف كوعه من بوعه" وتحدث بلغة ركيكة ومبتذلة، وبعضهم نصحه بتقديم استقالته لأنه كذّاب بامتياز بعد سعيه للاستخفاف بالشعوب وقراءته للبيان الختامي بصورة مخجلة، وكأنه كان يقف في طابور المدرسة الصباحي، ولهذا فنحن ننصحه أيضا بالبعد عن السياسة وتركها لأهلها والتوجه لقيادة "فرقة الهبّان والطنبورة البحرينية"!.