15 سبتمبر 2025
تسجيلبأي حال عاد العيد ومضى ؟ على الصعيد السياسي والإنساني عاد غارقا في الدماء ينزف من وجهه مأساة أمة غارقة في التجاهل والصمت أما على المستوى الإعلامي فليت بعض الأجهزة الإعلامية العربية التزمت الصمت بدلا عن الاستفزاز والرقص على الجراح فهي قد تجاهلت تماما ما يحدث وكأنما غشاوة غطت أعينهم عن كل المشاهد المؤلمة النازفة التي تأتينا عبر الشاشات ونشرات الأخبار يوميا ما يجعلنا نتساءل إلى أي كوكب ينتمي بعض الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة التي ومنذ ظهور الأقمار الصناعية وتعدد القنوات وانتشارها صارت تلعب دورا هداما للفكر العربي حتى صارت بلا فكر ولا مضمون ولا محتوى بل مجرد عقول فارغة بعد أن كان الإعلام العربي وبالتحديد قبل ظهور الأقمار الصناعية رمزا للتعقل والاتزان والهدوء النابض بالفكر وبالحياة يسير على نهج واضح ومحدد سواء في الأزمات أو في غير الأزمات والمواقف الصعبة حيث كان إعلاما موجها لكل زمان ولكل مكان أما الآن فكل يسير نحو هدف خاص، بعض هذه الأجهزة بلا رقابة وبعضها بلا ضمير وبعضها بلا أخلاق ولا أدب ولا تربية وبعضها بلا إحساس ولا مشاعر والمصيبة الكبرى أن مثل هذه الفضائيات في انتشار دائم كما تنتشر النار في الهشيم لم يكتف الإعلام العربي بفشله الذريع في القضية الأولى فلسطين سواء في استردادها أو حتى كسب الرأي العام العالمي المؤيد لحقوقها طوال سنوات بل وفشل أيضا في التضامن مع حزن الأطفال ودموع الأطفال وحتى البكاء ولو بدمعة واحدة على أجسادهم البريئة المقطعة والمتناثرة على الإسفلت الدامي في صباح العيد التجاهل الإعلامي لدى البعض أصبح مملا مستفزا مثيرا للشفقة وللحقد أحيانا تلك الإيقاعات الصاخبة والضحكات والتهريج عبر بعض البرامج ما عادت تطاق لقد ضاعت الرسالة الإعلامية لديهم للأسف واختلط عليهم الوقت والزمان والمكان فأصبحوا يغردون خارج السرب في اللاوقت واللازمان واللامكان فعظم الله أجورهم في أنفسهم.