19 سبتمبر 2025

تسجيل

يا عشاق السلطة اتقوا الله في شعوبكم

03 أغسطس 2013

مرت علينا هذه الأيام ظروف صعبة جداً حيث إننا نرى الدماء والقتل المستمر في بلداننا، فترى المسلم يقتل أخاه المسلم في رمضان، هذه الإمكانات تهدر، البيوت تدمر والأعمال معطلة والأسعار مرتفعة والعملات تنقص والديون تزداد والناس حائرة بدون أعمال وأصحاب المحلات أغلقوها وعليهم دفع الإيجارات الباهظة ومرتبات العمل والأسر تضررت والبطالة انتشرت والمواد الغذائية أصبحت صعبة المنال والخدمات الطبية والكهرباء.. كل هذا وأشد منه الخوف وظهور اللصوص وانتشار السلاح والعصابات وظهور البلاطجة واللعب بنار الأمن من الأمور الخطيرة التي ستحرق الجميع، والسبب هو أن هناك أشخاصا يريدون الوصول إلى الكراسي مهما كلف الثمن حتى، وإن لم ينجحوا في الانتخابات فهم مستعدون لمعاودة الكرة مرة أخرى ولكنهم مستعدين أن يحرقوا الأخضر واليابس، هناك أشخاص يلهثون وراء الناس واختلط الحابل بالنابل، وهناك خطب ومحاضرات حماسية جداً هدفها الإثارة، وهناك دعوات للصراع وحملات تشويه من كل الأطراف وهناك تصلب في الآراء وعدم الاستعداد للحوار والمفاوضات والخروج بأقل الخسائر، وأقول لهؤلاء جميعاً انظروا إلى ديننا الذي علمنا المعاني الطيبة، وحرم دم المسلم على المسلم وتوعد القرآن من قتل النفس بالحرام والنار والخلود فيها، ودعا فيها للصلح والحوار "فأصلحوا بين أخويكم" حتى إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال عن الخوارج: إخواننا بغوا علينا، ولم يكفرهم مثلما كفروه، ورسولنا قبل الصلح في الحديبية رغم الشروط القاسية التي أملتها قريش حرصاً على عدم القتل وسفك الدماء وللوصول إلى المبادئ وإحقاق الحق بأقل الخسائر. هؤلاء الذين يرفعون شعارات براقة حرية وديمقراطية... إلخ. والناس تأكل منها سنوات ولا تشبع ولا تطعم، تعبت الناس سنوات من القهر والظلم والجهل والفقر، ماذا قدمت الشعارات والخطب الرنانة والإعلام العربي لنا؟ ضاعت القدس والجولان وغزة والضفة ودمرت مصر ودمر العراق وذهب جيشها وخسرت الأمة المليارات وضربت البنية التحتية وهذه سوريا أين وصلت؟ أثر بعد عين تبكي أطلالها وأهلها مشردون، وهذه السودان ذهب منه الجنوب وأصبح النيل موارده في خطر وصدر الجنوب القلاقل للشمال ولم يحل الانفصال المشكلة، ودارفور وكردفان على المحك وفي خطر، وهذا اليمن مهددا بالضرب حتى في رمضان واعتداء على المساجد وقتل وعنصرية ودعوات للتقسيم ممن يبحثون المجد وتحقيق أجندات على حساب أمتهم ويبثون الأحقاد ولهم مواقع يبثون الكراهية وتزوير التاريخ، وهذه ليبيا جماعات مسلحة تثير الطائفية والعنصرية وتدعو للفرقة والجماعات التي عارضت القذافي تتصارع اليوم بين الإسلاميين والعلمانيين ومازالت صراعات الستينيات تلاحق الأمة. ذهب هؤلاء للتعليم بالغرب وهم يتخبطون ومازالوا يحملون نفس الفكر وحتى في الغرب لم يسلم أحد من هؤلاء ينشرون الفكر المنحرف، فهناك عناصر ليبرالية تدافع عن الهولوكست وتتقرب للمؤسسات والجهات المعادية وتنازلت عن هويتها وترفع زوراً وظلماً الشعارات البراقة للوصول إلى السلطة والحصول على المال، وهناك جماعات دينية متطرفة ضيقة الأفق تشوه الإسلام بأفكارها المنحرفة وتدفع بالشباب للعنف وتقدم الإسلام بصورة قاتمة، وهؤلاء جهلة لا علم لهم بالدين يفتون بما لا يعرفون ولهم مراكز ويسمون أنفسهم بالشيوخ ظلماً وعدواناً وهذا يسر الأعداء ليقدموا الإسلام بصورة سيئة بما يخدم أعداء الإسلام. اليوم ذهب عدد من الحكام وبقيت رموز الأنظمة وتصارع حلفاء الأمس، والسبب بسيط هو أن التغيير كان في الرموز وكأن الأنظمة هي أشخاص وليست منهجا وظهر أن الجدد أسوأ من الماضين وأن الشباب وبصراحة وبدون مجاملة يحملون نفس الجينات والعقلية، رأيت في حوار مع أحد هؤلاء يتكلم بتطرف وعنف وعدم قبول رأي أو حوار وإنما يفرض الرأي بالقوة، وللأسف أن الإعلام يشجع مثل هؤلاء وعجبت إصرار هؤلاء على تجاهل قضية فلسطين وهوية الأمة وسعيهم لتقزيمها وتدمير الأمة وكأنهم يقولون لماذا لم تتمسكوا بالدكتاتوريين السابقين هم أفضل منا وترحموا عليهم، ولن ولم تجدوا أحسن منهم، وهناك أشخاص يتفرجون وكأن الأمر لا يعنيهم، وهناك من يدعم طرفا ضد طرف وبصراحة أداء الأمة وقضاياها فرحوا بهذا لأن أجندتهم تتحقق مجاناً ولم يكونوا يحلمون بذلك وإسرائيل خفضت نفقاتها الدفاعية لأن الجيوش العربية تقوم بالواجب في سوريا وجيش العراق انتهى والجيش اللبناني في صراع مع معارضين وأما الجيش المصري فهو مشغول جداً بضرب الأنفاق ليخنق الشعب الفلسطيني بغزة ويميتهم جوعاً ويحاصرهم أشد من مصار إسرائيل ليقبلوا بشروطها جوعاً وعطشاً، وهو يتجهز للحرب مع معارضيه وليس مستعداً للدفاع عن الأمة ومقدساتها، وهكذا الحالة قائمة والحل بيد الجميع بالعودة إلى الله والخوف منه، وتقديم المشروع القومي للأمة على المشاريع الذاتية والمكاسب الآنية على حساب القيم والمبادئ والأخلاق.