20 سبتمبر 2025
تسجيلالتفت سيدنا موسى إلى قومه قائلا:يـا قــوم.... إن فيكم رجلا يبارز الله بالمعاصي.. أربعين عــاما. ولن تمطر السماء حتى يخرج هذا العاصي من بيننا، ويتوب ويؤوب إلى الله.كان الرجل وسط القوم يعرف نفسه. ويعرف تقصيره في حق الله. ويعرف مدى مبارزته لله بالمعاصي. كان يعرف مدى جحوده في حق الله. غير أنه لم ينتظر خروج غيره. ولم يقل لست أنا المعني. ولم يقل ما أكثر المذنبين في الأمة. ولم يقل لست أنا المقصود. بل كان لديه رصيد عجيب من ثقافة "أنا". وشجاعة نادرة منطلقها "أنا".جلس الرجل بينه وبين نفسه يتضرع ويناجي ربه مستشعراً المسؤولية. ومقدرا خطورة الأمر وهو يقول:يا رب"أنا" "أنا" من عصيتك أربعين عـامـا، يا رب "أنا" من بارزتك بالمعاصي.، يارب "أنا" لو خرجت افتضح أمري بين قومي. ولو بقيت بينهم أهلكهم العطش.، يارب: "أنا" تبت الآن عن الذنوب والمعاصي، يارب: "أنا" تبت إليك توبة صادقة مخلصة. فاسترني يارب. وفرج عنا ما نحن فيه.وما هي إلا لحظات حتى نزل المطر. وتجدد الأمل. وتبدد الخوف، وزالت الغمة. فسأل موسى عليه السلام ربه.. يا رب جاء الفرج. لم يخرج أحد. فيأتي الجواب من رب السماء وعلام الغيوب:يا موسى لقد تاب وتبت عليه.. منعت عنكم الغيث بسببه، وأمطرتكم بسببه.ويسأل موسى عليه السلام ربه: ربي أرني أنظر إليه.. ربي أرني ذلك الرجل.. ذلك التائب الذي أمطرتنا بسببه.. ويأتي الجواب من الحليم الرحمن الرحيم:..يا موسى.. لقد سترته وهو يعصيني؛ أفلا أستره وقد تــاب وعـــاد إليّ؟!إن هذا الرجل (الفرد) نظر إلى هموم أمته. واستشعر الكرب الذي تمر به وهو متسلح بثقافة "أنا". وما أحوجنا اليوم جميعا أن نتصرف كما تصرف. ونتسلح بما تسلح به. ونفكر كما فكر.