31 أكتوبر 2025
تسجيلكنا نتحدث في مقالنا السابق عن لقائنا بالعلامة الشيخ محمد أبو خبزة، وهو أحد علماء المغرب المحدثين يمتاز بخبرته في الكتب التراثية الإسلامية، ويقصده الكثير من طلاب العلم للدراسة والإجازة، وهو من مؤسسي دار الإمام الشاطبي ويرأسه من عشرين سنة، ويمتاز الشيخ بالتواضع والعفة وعدم حب الظهور، فعندما أخبرناه بأننا قرأنا عنه في الكثير من مواقع الإنترنت، رد علينا الشيخ: بأن ذلك ليس محببا له وأنه لم يأذن به. أما مرويات الشيخ فهي تتنوع بين إجازة ولقيا، كمروياته عن علامتي المغرب الشيخ محمد عبدالحي الكتاني، والشيخ أحمد بن صديق الغماري، وعلامة تونس الشيخ الطاهر بن عاشور، وعلامة الجزائر الشيخ البشير الإبراهيمي، ومحدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. وللشيخ مع العلامة الألباني خاصية، حيث إن الشيخ الألباني كان لا يرى الإجازة العامة وعند زيارة الشيخ محمد للعلامة الألباني بالمدينة المنورة ـ على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ـ عام 1382هـ أهدى الشيخ الألباني للشيخ أبو خبزة بعض رسائله، فقال له الشيخ أبو خبزة: هذه إجازة بالمناولة؟ فأقره الشيخ وقال نعم. كما أجاز شيخ الحنابلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل الشيخ أبو خبزة، وقام الشيخ بإجازة الشيخ عبدالله أيضا، وهو ما يسمى عند أهل الحديث بالتدبيج، يقول صاحب المنظومة البيقونية: وما روى كل قرين عن أخه مدبج فاعرفه حقا وانتخه وهو من باب رواية الأقران عن بعضهم البعض، كما حدث بين الشيخين. وبعد زيارة الشيخ أخذنا ابن أخيه في جولة في مدينة تطوان، سنتحدث عنها في مقالنا القادم إن شاء الله.