15 سبتمبر 2025

تسجيل

الاستقلال . . وملحمة الوطن الكبرى

03 أغسطس 2006

في كثير من الدول ترتبط ذكرى الاستقلال عادة بالمظاهر الاحتفالية الشكلية، بعيداً عن مفاهيم التنمية، وهو الأمر المختلف تماما بالنسبة لدولة قطر، التي تحتفل اليوم بذكرى الاستقلال وفق مفهوم آخر، مرتبط بانجازات على الارض ، يعايشها كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة. الاستقلال بالنسبة لدولة قطر انجاز يسابق آخر، وتنمية تخوضها الدولة على جميع الاصعدة بكفاءة وقدرة عالية، بفضل قيادة حكيمة لسمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين، والتوجيهات السديدة نحو الاستثمار الأمثل لثروات الدولة، وفي مقدمتها الانسان، الذي يعد هدف التنمية وصانعها. ما بين الثالث من سبتمبر 1971 - يوم الاستقلال - واليوم 35 عاما مضت، وهي في عمر الدول والأ• قصيرة جدا، ولكن على الرغم من ذلك حجم الخطوات التي قطعتها الدولة، والانجازات التي تحققت هي أضعاف مضاعفة للفترة الزمنية للاستقلال، وهو ما يعني ان المقياس ليس الاعوام الطويلة فحسب، إنما كيفية استثمار الأيام والاعوام، وتسخيرها - ومعها الامكانات والثروات بشتى أشكالها وأنواعها - في تحقيق قفزات على صعيد التنمية، والدخول في سباق مع الزمن لتبوؤ مكانة مرموقة بين دول العالم. لقد كسبت دولتنا الفتية الرهان، بفضل الوعي والادراك اللذين تتمتع بهما قيادتنا الحكيمة، وما تمليه متطلبات المرحلة، التي تستوجب التعامل برؤية واضحة المعالم، واستراتيجية تنظر للمستقبل بعد ان رسخت دعائم الحاضر، مستلهمة من ارثها التاريخي، وماضيها التليد، وهو ما سعت اليه قيادتنا الحكيمة. في جميع المناسبات يؤكد سمو الأمير المفدى على الدور المحوري للانسان القطري في صنع المستقبل، وانه هدف التنمية، وصانعها، لذلك حرص سموه على اشراك المواطن في ملحمة الوطن الكبرى، عبر مؤسسات الدولة المختلفة، من خلال توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار، وبناء دولة المؤسسات، والعمل على التوجيه الأمثل لايرادات الدولة، من خلال الاستغلال الأمثل للامكانات والثروات البشرية، والاخرى الكامنة في باطن الأرض والقائمة عليها، لخلق تنمية مستدامة، وهو ما استطاعت الدولة تحقيقه بامتياز . ان ما تحقق الى اليوم يعد مقدمة لانجازات كبرى على جميع الأصعدة، فالدولة متجهة نحو تدعيم جميع القطاعات، وتحقيق المزيد من القفزات النوعية والمدروسة، والمضي قدما نحو مواصلة مسيرة التنمية المستدامة خلال المرحلة المقبلة. الاستقلال ليس مجرد ذكرى، بل هو عمل وانجاز، مسيرة شاهدة على التطور والتقدم والازدهار أنّى اتجهت بك الأنظار.