14 سبتمبر 2025
تسجيلمرحلة مؤلمة تمر بها الأمة، لكنها من المؤكد ستفرز الطيب من الخبيث، وستكشف المعادن الاصيلة في هذه الأمة، من الاخرى التي تتعاون من تحت (الطاولة)، وتتآمر مع العدو ضد الامة وابنائها ومصالحها، فقد بدأت تتساقط الاقنعة عن بعض الوجوه والانظمة العربية، التي ظلت سنوات تتلاعب وتتاجر بقضايا الأمة. حرب الابادة التي تشنها الدولة العبرية بدعم امريكي لم يكن لها أن تحدث وتستمر في فلسطين ولبنان، الا لأنها وجدت دعما مباشرا او غير مباشر، وغض الطرف من قبل بعض الانظمة العربية (الفاعلة)، التي تعتقد انه بتصرفها هذا انها تحمي نفسها، وتؤمن مستقبلها في الحكم لعقود قادمة. مرحلة المخاض مؤلمة بلا شك، ولكنها ضرورية لبناء امة من جديد، بعد مرحلة من الانحطاط والتخلف على جميع الاصعدة، تماما كما هو حال مرحلة الولادة، والآلام التي تسبقها عادة، لكن بعدها يأتي الفرح، ويأتي الفرج. قد تطول هذه المرحلة بحسابات الافراد، ولكنها بحسابات الا• ليست بطويلة، ستصاحبها تضحيات على كل صعيد، وسيسقط ضحايا ابرياء، كما يحدث اليوم في اكثر من قطر عربي، الا أنه في نهاية الامر ستنتصر الامة، ولن تنكسر شوكة المقاومة، التي هي اليوم تمثل رأس الحربة للتصدي للمشروع التوسعي الاسرائيلي الامريكي، الذي يسعى للهيمنة على المنطقة، والسيطرة على الأمة. المنتصرون الحقيقيون اليوم هم الذين ينحازون في هذا الظرف الدقيق إلى الامة وقضاياها، ويرفضون الارتماء في احضان العدو، من اجل مكاسب وقتية، او من اجل مصالح شخصية، وللاسف فإن البعض قد (باع) الأمة من اجل هذه المصالح. بعض الافراد يعيشون اليوم اضطرابا في البوصلة، بسبب ما نمر به من اوضاع ومصائب عدة، فيعتقدون انه لا أمل في اصلاح او نهوض للامة، وهذا غير صحيح، فالشواهد التاريخية تثبت ان الامة مرت في مسيرتها بمراحل ربما اكثر خطورة وايلاما مما هي عليه اليوم، وما مرحلة التتار والمغول والصليبيين، إلا مثال حي على ذلك، الا انها تغلبت على كل الاوجاع، وعالجت كل الآلام، ولكن اللافت للنظر انه في جميع تلك المراحل الحرجة لم يقدم احد على بيع قضية او وطن، فالقدس مثلا ظلت تحت السيطرة الصليبية قرابة 100 عام، لكن لم يقدم اي زعيم او ملك آنذاك على بيع القدس مثلا، بل ظل الصراع قائما إلى ان جاء صلاح الدين الايوبي، بعد أن سبقته مرحلة من إعداد الامة لمرحلة النصر، فجاء صلاح الدين ليترجم تهيؤ الامة واستعدادها لخوض المعركة الكبرى. المهم ان يبقى باب الصراع مفتوحا، ومن المؤكد ان وجود مقاومة في الامة هي بشائر خير، ولكن من المهم ألا يكون هناك تآمر على هذه المقاومة، وألا تترك لتذبح في الميدان، وألا تترك وحيدة ليستفرد بها العدو.