13 سبتمبر 2025
تسجيلقلة هي الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تنتهج بصورة عملية نهج التحول من وزارات "ورقية" الى وزارات "الكترونية"، على الرغم من الحديث باستمرار من قبل العديد من المسؤولين عن أهمية التسريع في مثل هذه الخطوة، والسعي لتطوير الاداء عبر الاستخدام الامثل للامكانات التي توفرها الدولة نحو التحول الى الحكومة الالكترونية. في إحدى المؤسسات - لا أريد ذكر اسمها حتى لا يقال انني اروج لها - تعد نموذجا مميزا في التوجه نحو الغاء "الورق"، واستبدال انجاز المعاملات "الكترونيا"، ويحمل المسؤول التنفيذي فيها شعار "مؤسسة بلا ورق"، وبالفعل قطع شوطا، هذا المسؤول، في تحويل هذه المؤسسة الحكومية، وباتت غالبية اداراتها تتعامل بذلك، ويتم استخدام الكمبيوتر والانترنت والشبكة الداخلية فيها بأسلوب حضاري الى درجة كبيرة، وهو أمر جيد، وان كانت لدى هذا المسؤول طموحات اكبر من ذلك بكثير، ويعلن عنها باستمرار، والحق يقال انه حقق نسبة عالية على هذا الطريق. نحن نريد ان يقود المسؤول المباشر في وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية مبادرة التحول الى جهات "الكترونية"، بدلا من النمط المتعارف عليه، وهو الجانب "الورقي" في المعاملات، وهي مرحلة يفترض انها قد تجاوزها المجتمع، وتجاوزتها الدولة، بطرحها الحكومة الالكترونية، التي يفترض انها البديل الامثل لانجاز المعاملات. الاشكالية عندما يكون هناك مسؤول لا يعي اهمية الجانب التقني في المرحلة الراهنة التي تمر بها الدولة، ويمر بها المجتمع، ولا يعتبر ان التكنولوجيا الحديثة ذات جدوى فعلية في تطوير العمل، وبالتالي لا تجده حريصا على التحول للأنظمة الادارية الحديثة، ولا يسعى الى استبدال ما هو واقع في وزارته او مؤسسته، بما تطمح اليه الدولة ويطمح اليه المجتمع والمواطن والمقيم. نعم هناك مسؤولون يعيشون في عقلية الماضي، وانه لا بديل عن "الورق" في انجاز أي معاملة، وان أي تقنية حديثة ما هي الا تضييع للوقت، وحلول غير مجدية، على الرغم من وجود نماذج مميزة في مجال "مؤسسات بلا ورق". المؤسسة التي اشرت اليها، يصر المسؤول المباشر فيها على الدفع بالموظفين نحو استخدام الكمبيوتر في التعامل، وفي التواصل مع الاجهزة التابعة لمؤسسته، سواء في ارسال الخطابات او التعاميم او القرارات، ويحرص على ان تتفاعل هذه الاجهزة مع بعضها البعض عبر الانترنت، والا تكون هناك مراجعات شخصية، وانما انجاز المعاملات عبر الانترنت، بل حتى المراسلات الداخلية، والمكاتبات اليومية يسعى الى ان تكون عبر البريد الالكتروني، والتواصل مع مدير مكتبه ليس بالهاتف - اذا كان موجودا على مكتبه - انما عبر جهاز الكمبيوتر والانترنت. نحن بحاجة الى الاستخدام الامثل للتقنيات المتوافرة لدينا، وان نستثمر ذلك في تطوير العمل بوزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية، بدلا من هدر الاموال في شراء أجهزة لا تستخدم بصورة جيدة في العديد من الجهات. "وزارات ومؤسسات بلا ورق".. شعار يجب تطبيقه على ارض الواقع، والعمل بكل جدية نحو التحول الى هذه المرحلة، التي لا مكان فيها للنمط التقليدي في انجاز المعاملات، فالعالم اليوم لا اقول يخطو، بل يقفز قفزات كبرى في التطوير، وهو ما يفرض علينا مواكبة ذلك قدر الامكان، وعدم البقاء على ما نحن فيه، فالآخرون يسرعون الخطى، فأين نحن من ذلك؟