19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كل حدث مهما كانت نتائجه سلبية لابد أن تكون له جوانب إيجابية يمكن للمرء الاستفادة منها. في هذا الإطار يمكن الاستفادة من الانفجارات الإرهابية التي شهدتها بلدة القاع الحدودية بلبنان، إذ إنها أعادت فتح ملف "الأمن الذاتي"، وكشفت عن حالة الهريان التي تعاني منها الدولة اللبنانية. أقول "أعادت" فتح ملف "الأمن الذاتي" لأن هذا الملف لم يكن يومًا غائبًا، في ظل احتكار حزب الله للسلاح، وحرصه وسعيه للمشاركة في كل المواجهات والمعارك المحتدمة في المنطقة. لجوء أبناء القاع بعد التفجيرات الانتحارية التي شهدتها بلدتهم لحمل السلاح تحت عنوان "الأمن الذاتي" تحت أنظار الأجهزة الأمنية وأمام عدسات وسائل الإعلام، وعدم تجرؤ أحد من الطبقة السياسية لانتقاد هذه الظاهرة فتح أمام بقية اللبنانيين المجال للتفكير بتقليدهم. فحمل السلاح لم يعد مستهجنًا ولا مستنكرًا والأهم ليس محظورًا، ولم يعد حزب الله وحده من يحتكر حمل السلاح، وبات بإمكان جميع اللبنانيين المشاركة في هذا الأمر، بغض النظر عن الذريعة التي يقدمونها. فكما تذرع حزب الله بمواجهة إسرائيل لاحتكار السلاح والاستقواء على اللبنانيين به، وفرض ما يريد وتعطيل ما يريد والمشاركة في قتل الشعب السوري والمشاركة في دعم الميليشيا الطائفية في العراق ودعم الحوثيين في اليمن ومساندة المعارضة في البحرين.. بإمكان من أراد من اللبنانيين التذرع بمواجهة إسرائيل لحمل السلاح والمشاركة في المعركة التي تناسب مصالحه. في كل دول العالم، حين تتعرض البلاد لتهديد أمني كبير يتم اللجوء لوسائل استثنائية لحمايتها، حتى ولو كانت هذه الوسائل تخالف القوانين، خاصة حين تكون السلطة عاجزة عن القيام بواجباتها في ضبط أمنها واستقرارها. لذلك، وحرصًا على مساندة السلطة اللبنانية، وسعيًا لمساعدة حزب الله في حماية لبنان واللبنانيين وسوريا والسوريين والعراق والعراقيين واليمن واليمنيين والبحرين والبحرينيين والسعودية والسعوديين ونيجيريا والنيجيريين، وكل مظلوم ومكلوم ومقهور على وجه البسيطة، يجب على جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم حمل البندقية والوقوف في خندق واحد إلى جانب حزب الله لمواجهة القتلة المجرمين الإرهابيين، وعدم السماح بأن يكون وحده من يحمل السلاح. فالحزب يزعم أنه يقوم بحماية لبنان، لذلك على جميع اللبنانيين المساهمة بتحمل هذا العبء، خاصة أن تفجيرات القاع كشفت أن خطر الإرهابيين لم يعد مقتصرًا على حزب بعينه أو طائفة بعينها أو منطقة بعينها. لكن هنا يجدر التوقف كثيرًا، فقد كشفت التجربة أن الإرهابيين لم يأتوا دائمًا من وراء الحدود، فبعضهم لبنانيون جاؤوا من مناطق لبنانية وأرادوا استهداف مناطق أخرى. فمن المعروف أن المجرمين الذين نفذوا تفجيري مسجدي التقوى والسلام بمدينة طرابلس قبل سنوات، قدموا من منطقة جبل محسن المجاورة، ومن المعروف أيضًا أن ميشال سماحة ليس سوريًا ولاشيشانيًا ولا باكستانيًا، بل لبناني كان يخطط لتنفيذ سلسلة تفجيرات في عدد من المناطق اللبنانية لقتل لبنانيين آخرين خدمة للنظام السوري. على اللبنانيين أن يبادروا ويتحركوا لحماية أنفسهم، وليس لهم عذر حين يبادر طرف أو أبناء بلدة في حمل السلاح، بينما هم يسندون الكنبة، يتابعون الأحداث على شاشات التلفزيون دون أي رغبة أن يكون لهم دور في صناعة هذه الأحداث. يجب أن يتم منح اللبنانيين الحق في حماية أنفسهم، وحمل السلاح، ونشر الحواجز، وحماية مناطقهم ومؤسساتهم وأهلهم وناسهم، كما هو حاصل مع حزب الله. فليس من المنطقي أن يتم منح هذا الحق لفريق دون الآخرين.